للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أساقفَتَه فنشروا مصاحفهم حولَه، سألهم فقال: ما هذا الدينُ الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأم؟ قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قوماً أهلَ جاهلية، نعبدُ الأصنام، ونأكل المَيْتَة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام

ونُسيء الجوار، ويأكلُ القوِيُّ منَّا الضعيفَ، فكنَّا على ذلك حتى بعث الله إلينَا رِسولآَ منا، نعرف نسبه وصدقَه وأمانته وعفافه. فدعانا إلى الله، لنوحّدَه ونعبده ونخلعَ ما كنَّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرَنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارمِ والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزّور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قال: فعدَّد عليه أمورَ الإسلام، فصدَّقناه وآمنَّا، واتّبعناه على ما جاء به، فعبدْنا الله وحده فلم نُشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أَحَلَّ لنا، فعَدا علينا قومُنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليَرُدُّونا إلى عبادة الأوثان منِ عبادة الله، وأن نستحلَّ ما كنا نستحلُّ من الخبائث، فلما قهرونا وظلموِنا وشقُّوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك ورجوْنا أن لا نُظلم عندك أيها الملك، قالت: فقال


= مطالعها، والظاهر عندي أن المعنى كله يرجع إلى الميل، ومنه "صبأ" أي خرج من دين إلى دين. وهذا هو الثابت في أصلى المسند، وفى ابن هشام والزوائد بدلها "ضوى" قال السهيلي في الروض: "ضوى إليك فتية: أي أوو إليك ولاذوا بك". وفى اللسان: "ضويت إليه بالفتح أضوى ضوياً: إذا أويت إليه وأنضممت- .. ضوى إليه المسلمون:. أي مالوا".
فالمعنى في هذه الحروف كلها متقارب. "فتشيروا عليه" كذا في ح، وفى ك "فتشيرون عليه" وفي ابن هشام والزوائد والرواية الآتية "فأشيروا عليه!. "أعلى بهم عيناً" قال السهيلي: "أي أبصر بهم، أي عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم. فالعين ها هنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التى هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً =

<<  <  ج: ص:  >  >>