فلفظ التحديث المذكور في هذه الرواية، عن الشعبي أن الفضل بن العباس حدثه؛ خطأ لا شك فيه؛ لأنه تاريخياً لا يمكن للشعبي أن يسمع من الفضل بن العباس.
ذلك؛ لأن الفضل مات سنة (١٨) في خلافة عمر، بل جزم البخاري في " التاريخ الكبير "(٤/١/١١٤) بأنه مات في خلافة أبي بكر وحكى القولين في " التاريخ الصغير "(١/٦١ - ٧٧) ؛ والشعبي وُلد سنة (١٩) ، فقد وُلد بعد وفاته، فكيف يمكن أن يسمع منه؟!
وأما عدم سماعه من أسامة بن زيد؛ فقد جزم به أبو حاتم وغيره، كابن معين ـ فيما حكاه الدوري عنه (٣٠٥٥) ـ، وأحمد حنبل وابن المديني ـ كما في " المراسيل "(٥٩٥) ـ، والحاكم ـ كما في " علوم الحديث " له (ص ١١١) .
وقال ابن أبي حاتم في " المراسيل "(١) :
" ذكر أبي، عن إسحاق بن منصور، قلت ليحيى: قال الشعبي: إن الفضل حدثه، وإن أسامه حدثه؟ قال: لا شيء. وقال أحمد وعلي: لا شيء ".
وهو مبني على أدلة تاريخية أيضاً.
فإن الشعبي؛ وإن كان بين ولادته ووفاة أسامة أكثر من ثلاثين سنة، إلا أنه كان بالكوفة، بينما كان أسامة بالمدينة، وما زال الأئمة يستدلون ببعد الشقة على انتفاء السماع