للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشهادة الصحابة وكبار التابعين، وقد بلغ هذه الدرجة من العلم والفقه بفضل دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالعلم والفقه ومعرفة التأويل.

وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص: سمعتُ أبي يقول: ما رأيت أحدًا أحضر فَهْمًا، ولا ألب لبًّا، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من ابن عباس، لقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة، ثم لا يجاوز قوله، وإن حوله لأهل بدر١.

وقال الواقدي: حدثنا موسى بن محمد التيمي، عن أبيه، عن مالك بن أبي عامر، سمع طلحة بن عبيد الله يقول: لقد أُعطي ابن عباس فهمًا، ولَقْنًا، وعلمًا، ما كنت أرى عمر يُقدِّم عليه أحدًا٢.

وروى ابن سعد بسند صحيح عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد٣، وفي رواية: ما عاشره٤.

وقال الأعمش: حدثونا أن عبد الله قال: ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس٥. وروى الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا ما تعلقنا معه بشيء٦.

وعن محمد بن أُبي بن كعب، سمع أباه يقول -وكان عنده ابن عباس فقام- فقال: هذا يكون حبر هذه الأمة، أرى عقلًا وفهمًا. وقد دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يفقهه في الدين٧.


١ طبقات ابن سعد "٢/ ٣٦٩".
٢ طبقات ابن سعد "٢/ ٣٧٠".
٣ الطبقات" "٢/ ٣٦٦"، و"تاريخ الفسوي" "١/ ٤٩٥"، والمستدرك "٣/ ٥٣٧" من طرق عن الأعمش به.
٤ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٤٧".
٥ طبقات ابن سعد "٢/ ٣٦٦"، وتاريخ الفسوي "١/ ٤٩٥"، وأخرجه الحاكم "٣/ ٥٣٧"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
٦ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٤٧".
٧ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٤٨"، وتاريخ الفسوي "١/ ٤٩٥"، وابن سعد "٢/ ٣٦٩".

<<  <   >  >>