للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عكرمة: سمعتُ معاوية يقول لي: مولاك والله أفقه مَن مات ومَن عاش١.

ويُروى عن عائشة قالت: "أعلم من بقي بالحج ابن عباس"٢.

قال الذهبي: قلت: "وقد كان يرى متعة الحج حتمًا"٣.

قال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله قال: كان ابن عباس -رضي الله عنهما- قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبق، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل. وما رأيت أحدًا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أعلم بما مضى، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقد كنا نحضر عنده فيحدثنا العشية كلها في المغازي، والعشية كلها في النسب، والعشية كلها في الشعر٤.

وعن طاوس قال: ما رأيت أروع من ابن عمر، ولا أعلم من ابن عباس٥. وقال مجاهد: ما رأيت أحدًا قط مثل ابن عباس، لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة٦.

وعن مجاهد قال: كان ابن عباس يُسمى البحر؛ لكثرة علمه٧.

وعن مجاهد أيضًا قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس، إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم٨.


١-٣ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٤٨"، وتاريخ الفسوي "١/ ٤٩٥"، وابن سعد "٢/ ٣٦٩".
بقي بالحج: أن يحرم قاصد الحج من الميقات بنية العمرة، فإذا فرغ منها تحلل من إحرامه، وبقي متحللًا إلى اليوم الثامن من ذي الحجة، ثم يحرم في اليوم الثامن بنية الحج. انظر: "زاد المعاد" "٢/ ١٧٨" وما بعدها.
٤ طبقات ابن سعد "٢/ ٣٦٨"، وسير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٠".
٥ تاريخ الفسوي "١/ ٤٩٦"، وابن سعد "٢/ ٣٦٦"، وسير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٠".
٦ أخرجه الحاكم "٣/ ٥٣٥"، وسير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٠".
٧ أنساب الأشراف "٣/ ٣٣"، والمستدرك "٣/ ٥٣٥"، والحلية "١/ ٣١٦"، وسير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٠".
٨ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٠".

<<  <   >  >>