للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن طاوس قال: أدركت نحوًا من خمسمائة من الصحابة، إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه، فلم يزل يُقرِّرهم حتى ينتهوا إلى قوله.

وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجًّا معه ابن عباس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.

وعن الأعمش: حدثنا أبو وائل قال: حطبنا ابن عباس، وهو أمير على الموسم، فافتتح سورة النور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلتُ أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا، لو سمعَتْه فارس والروم والترك لأسلمَتْ، وروى عاصم بن بهدلة عن أبي وائل مثله١.

وقال إسرائيل: أخبرنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كل القرآن أعلمه إلا ثلاثًا: "الرقيم"، و"غِسلين"، و"حَنَانًا"٢.

وروى يحيى بن يمان، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير قال: قال عمر لابن عباس: لقد علمتَ علمًا ما علمناه٣.

وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس. فإذا نطق، قلت: أفصح الناس. فإذا تحدث، قلت: أعلم الناس٤.

وقال سفيان بن عيينة: لم يُدرَك مثل ابن عباس في زمانه، ولا مثل الشعبي في زمانه، ولا مثل الثوري في زمانه٥.


١ ما سبق في: سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥١"، وانظر: أنساب الأشراف "٣/ ٣٨"، والمستدرك للحاكم "٣/ ٥٣٧"، والحلية "١/ ٣٢٤".
٢ تفسير الطبري "١٥/ ١٩٩" من طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل به، وذكره السيوطي في "الإتقان" "١٠/ ١١٣"، ونسبه للفريابي من طريق سماك، عن عكرمة ... ، وقد ورد عن ابن عباس تفسير "الرقيم" بالكتاب واللوح، أو أنه اسم جبل أصحاب الكهف، و"حنانًا" بالرحمة، و"غسلين" بأنه صديد أهل النار. انظر: الطبري "١٥/ ١٩٨، ١٩٩ و١٦/ ٥٥ و٢٩/ ٦٥".
٣ أخرجه البلاذري "٣/ ٣٧" من طريق عبد الله بن صالح وعمرو، عن يحيى بن يمان بهذا الإسناد.
٤ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥١"، وأخرجه البلاذري "٣/ ٣٠" بسند حسن عن مسروق به.
٥ سير أعلام النبلاء "٣/ ٣٥٢".

<<  <   >  >>