للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما تقدم، "ولو كان الضمير المتقدم" على الضمير الثاني "غير أعرف"، أي: غير أخص، "وجب الفصل"؛ لأنه مع الاتصال يجب تقديم الأخص، فمع تقديم غير الأخص يجب الانفصال، وهذا معنى قول الناظم:

٦٦-

وقدمن ما شئت في انفصال ... .................................

"نحو: أعطاه إياك، أو" أعطاه "إياي"، فإن كلا من ضميري المخاطب والمتكلم أخص من ضمير الغائب، "أو أعطاك إياي"؛ لأن ضمير المتكلم أخص من ضمير الغائب، وأما قول عثمان رضي الله عنه: "أراهمني الباطل شيطانا"١ فنادر، والأصل: أراهم الباطل إياي شيطانا، والمعنى: أرى الباطل القوم أني شيطان. وأجاز المبرد٢ وكثير من القدماء تقديم غير الأخص مع الاتصال نحو: أعطيتهموك، ولكن الانفصال عندهم راجح، "ومن ثم" بفتح التاء المثلثة، أي: من هنا، أي: من أجل أنه يجب الفصل إذا تقدم غير الأعرف "وجب الفصل إذا اتحدت الرتبة"؛ بأن يكونا لمتكلم أو مخاطب أو غائب؛ لأنه يصدق أن المتقدم منهما غير أعرف، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٦٧-

وفي اتحاد الرتبة الزم فصلا ... ..................................

وذلك "نحو" قول العبد لسيده: "مَلَّكتني إياي، و" قول السيد لعبده: "مَلَّكتُكَ إياك، و" قول السيد إذا أخبر شخصا أنه مَلَّك عبده نفسه: "مَلَّكتَه إياه"، أن شرط جواز الاتصال تقدم الأخص، "وقد يباح الوصل؛ إن كان الاتحاد في" ضميري "الغيبة، واختلف لفظ الضميرين" تذكيرا وتأنيثا، وإفرادا وتثنية وجمعا، وهو مراد الناظم بقوله:

٦٧-

..................... ... وقد يبيح الغيب فيه وصلا

وفي بعض النسخ مع اختلاف ما "كقوله": [من الطويل]

٦٦-

لوجهك في الإحسان بسط وبهجة ... "أنالهماه قفو أكرم والد"٣

بسط، بمعنى بشاشة وطلاقة وجه مبتدأ تقدم خبره في المجرور باللام قبله. وبهجة؛ بمعنى


١ من شواهد شرح ابن عقيل ١/ ١٠٦.
٢ انظر رأي المبرد في شرح المفصل ٣/ ١٠٥.
٦٦- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٠٥، وتخليص الشواهد ص٩٧، وتذكرة النحاة ص٥٠، والدرر ١/ ١٠٤، وشرح ابن الناظم ص٤٢، وشرح الأشموني ١/ ٥٤، والمقاصد النحوية ١/ ٣٤٢، وهمع الهوامع ١/ ٦٣.
٣ في ط: "وارد" مكان "والد".

<<  <  ج: ص:  >  >>