للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شرح النظم في النقل، "فجعل ليتني نادرا"١، مع أنه ضرورة عند سيبويه٢ كما تقدم، "و" وجعل "لعلني، ضرورة" مع أنه نادر٣، بل كثير، كما تقدم. وهو في الأولى تابع لأبيه في قوله:

٦٩-

................. وليتي ندرا ... .................................

ومخالف له في الثانية؛ وفي قوله:

٦٩-

.......................... ... ومع لعل اعكس................

وإنما كان الأكثر، وفي "لعل" التجرد؛ لأنها سبيهة بحروف الجر في تعليق ما بعدها بما قبلها، كما في قولك: "تب لعلك تفلح"٤، بخلاف "ليت" فإنها شبيهة بالفعل في تغيير معنى الابتداء؛ وعدم تعلق ما بعدها بما قبلها "وإن نصبها بقية أخوات ليت ولعل"، وإليها أشار الناظم بقوله:

٦٩-

........................... ... ....................... وكن مخيرا

٧٠-

في الباقيات................. ... ...................................

"وهي إن" المكسورة، "وأن" المفتوحة، "ولكن، وكأن، فالوجهان" على السواء، فالإثبات نظرا إلى شبهها بالأفعال المتعدية في عمل النصب والرفع والحذف؛ نظرا إلى كراهية اجتماع الأمثال، فلما تعارض التوجيهان تساقطا واستوى الأمران؛ "كقوله" وهو قيس بن الملوح: [من الطويل]

٧٢-

"وإني على ليلى لزار وإنني" ... على ذاك فيما بيننا مستديمها


١ قال ابن الناظم في شرح الألفية ص٤٣, ٤٤: "إذا نصب "الياء" الحرف، أعني "إن" أو إحدى أخواتها ففيه تفصيل، فإن الناصب إن كان "ليت" وجب إلحاق النون، نحو: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} [النساء: ٧٣] ولم تترك إلا فيما ندر من نحو قوله: [من الوافر]
كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد بعض مالي
...... واستأثرت "ليت" بلزومها في الغالب إلحاق النون قبل ياء المتكلم تنبيها على مزيتها على أخواتها في الشبه بالفعل".
٢ في الكتاب ٢/ ٣٦٩, ٣٧٠: "قد قال الشعراء: "ليتي" إذا اضطروا، كأنهم شبهوه بالاسم حيث قالوا الضاربي والمضمر منصوب".
٣ شرح ابن الناظم ص٤٣.
٤ هذا القول ذكره ابن الناظم في شرحه ص٤٤.
٧٢- البيت لمجنون ليلى في ديوانه ص١٩٨، ولسان العرب ١٢/ ٢١٣ "دوم"، والمقاصد النحوية ١/ ٣٧٤، وبلا نسبة في لسان العرب ١٤/ ٣٥٦ "زري".

<<  <  ج: ص:  >  >>