للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وقد يعل" بقلب الواوم الأخيرة ياء، وإعلال الأولى كإعلال "طي"، "نحو: عتا الشيخ عتيا" إذا تكبر، "وقسا قلبه قسيا" والذي في النظم يقتضي التسوية بين الجمع والمفرد، فإنه قال:

٩٨٤-

كذاك ذا وجهين جا الفعول من ... ذي الواو لام جمع أو فرد يعن

إلا أن الإعلال في الجمع أولى لثقله، والتصحيح في المفرد أولى لخفته.

المسألة "العاشرة: أن تكون" الواو "عينًا لـ: فعل" بضم الفاء وتشديد العين، حال كونه" جمعًا صحيح اللام كـ: صيم" جمع "صائم"، و"نيم" جمع "نائم"، وعينهما واو، وأصلهما: "صوم، ونوم" فاجتمع في الجمع واوان وضمة، فكأنه اجتمع ثلاث واوات مع ثقل الجمع، فعدل إلى التخفيف بقلب الواوين ياءين؛ لأن الياءين أخف من الواوين، "والأكثر فيه التصحيح" على الأصل، "تقول: صوم، ونوم" والكثير الشائع الإعلال وإليه يشير قول الناظم:

٩٨٥-

وشاع نحو نيم في نوم ... .............................

"ويجب" التصحيح "إن اعتلت اللام لئلا يتوالى إعلالان"، إعلال العين، وإعلال اللام، "وذلك كـ: شوي، وغوي" بإعجام أولهما، وضمه، وتشديد ثانيهما، "جمع: شاو، وغاو" اسمي فاعل من "شوى يشوي، وغوى يغوي"، والأفصح في الماضي فتح الواو لا كسرها، وفي المضارع بالعكس، والأصل في الجمع: "شوي، وغوي" فأعلت اللام بقلبها ألفًا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، ثم بحذفها لالتقاء الساكنين، فلو أعلت العين بقلبها ياء، لتوالى على الكلمة إعلالان، وذلك مستكره عندهم. "أو فصلت من العين" عطف على قوله: اعتلت، أي: ويجب التصحيح إن فصلت اللام من العين بألف "نحو: صوام، ونوام، لبعدها" أي العين، "حينئذ" أي حين إذ فصلت بألف "من الطرف، وشذ قوله"، وهو أبو النجم الكلابي: [من الطويل]

٩٦١-

ألا طرقتنا مية ابنة منذر ... فما أرق النيام إلا كلامها

والقياس: النوام بالتصحيح، وإليه أشار الناظم بقوله:

٩٨٥-

............................. ... ونحو نيام شذوذه نمي

أي: روي.


٩٦١- البيت لأبي النجم الكلابي في المقاصد النحوية ٤/ ٥٧٨، وهو لذي الرمة في ديوانه ١٠٠٣، وخزانة الأدب ٣/ ٤١٩، ٤٢٠، وشرح شواهد الشافية ص٣٨١، وشرح المفصل ١٠/ ٩٣، والمنصف ٢/ ٥، ٤٩، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٣٩١، وشرح ابن الناظم ص٦٤١، وشرح الأشموني ٣/ ٨٧٠، واللسان ١٢/ ٥٩٦ "نوم" والممتع في التصريف ٢/ ٤٩٨، ويروى "سلامها" مكان "كلامها".

<<  <  ج: ص:  >  >>