للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه "الثاني: أن تحذف "كان" مع خبرها، ويبقى الاسم، وهو ضعيف، ولهذا ضعف: ولو تمر, وإن خير" برفعهما.

الوجه "الثالث: أن تحذف وحدها" ويبقى اسمها وخبرها، "وكثر ذلك بعد "أن" المصدرية" الواقعة في موضع المفعول لأجله في كل موضع أريد فيه تعليل فعل بفعل، "في مثل" قولهم: "أما أنت منطلقًا انطلقت"، فـ"انطلقت" معلول، وما قبله علة له مقدمة عليه، "وأصل انطلقت: لأن كنت منطلقًا، ثم قدمت اللام" التعليلية "وما بعدها"، المجرور بها، "على انطلقت للاختصاص" عند النحويين، أو الاهتمام بالفعل عند البيانيين١، فصار: لأن كنت منطلقًا انطلقت، "ثم حذفت: "كان": لذلك" الاختصار "فانفصل الضمير" الذي هو اسم "كان" فصار: أن أنت منطلقًا، "ثم زيد "ما" للتعويض" من "كان" فصار: أن ما أنت، "ثم أدغمت النون" من "أن" "في الميم" من "ما" "للتقارب" في المخرج، فصار: أما أنت. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

١٥٦-

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... .............................

وقد يحذف متعلق الجار إذا فهم من المقام، "وعليه قوله" وهو عباس بن مرداس: [من البسيط]

١٨٢-

"أبا خراشة أما أنت ذا نفر" ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع

"أي: لأن كانت ذا نفر فخرت، ثم حذف" فخرت، وهو "متعلق الجار"


١ في "ب"، "ط": للاختصاص عند البيانيين، أو للاهتمام بالفعل عند النحويين.
١٨٢- البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص١٢٨، والأشباه والنظائر ٢/ ١١٣، والاشتقاق ٣١٣، وخزانة الأدب ٤/ ١٣، ١٤، ١٧، ٢٠٠، ٥/ ٤٤٥، ٦/ ٥٣٢، ١١/ ٦٢، والدرر ١/ ٢٣٥، وشرح شذور الذهب ٢٤٢، وشرح شواهد الإيضاح ٤٧٩، وشرح شواهد المغني ١/ ١١٦، ١٧٩، وشرح قطر الندى ١٤٠، ولجرير في ديوانه ١/ ٣٤٩، والخصائص ٢/ ٣٨١، وشرح المفصل ٢/ ٩٩، ٨/ ١٣٢، والشعر والشعراء ١/ ٣٤١، والكتاب ١/ ٢٩٣, واللسان ٦/ ٢٩٤ "خرش"، ٨/ ٢١٧، "ضبع" والمقاصد النحوية ٢/ ٥٥، وبلا نسبة في الأزهية ١٤٧، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤١١، ٤٤٢، والإنصاف ١/ ٧١، وأوضح المسالك ١/ ٢٦٥، وتاج العروس "ما" وتخليص الشواهد ص٢٦٠، والجنى الداني ص٥٢٨، وجواهر الأدب ص١٩٨، ٤١٦، ٤٢١، ورصف المباني ص٩٩، ١٠١، وشرح ابن الناظم ص١٠٢، وشرح الأشموني ١/ ١١٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٢٩٧، ولسان العرب ١٤/ ٤٧ "أما" ومغني اللبيب ١/ ٣٥، والمنصف ٣/ ١١٦، وهمع الهوامع ١/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>