للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لـ"أن" وما بعدها، و"أبا خراشة" منادى سقط منه حرف النداء، وهو بضم الخاء المعجمة، وحكي كسرها، وبراء مهملة وشين معجمة: كنية شاعر مشهور اسمه خفاف، بخاء معجمة مضمومة، وفاءين خفيفتين بينهما ألف. والنفر بفتح النون والفاء: الرهط هنا، والضبع؛ على وزن العضد: السنين المجدبة، وفيه تورية؛ لأنه أوهم أنه يريد الحيوان المعروف، ورشح بقوله: لم تأكلهم، وهو مجاز عن الشدة التي تحصل من جدب السنة، شبهها بالأكل، فهو استعارة تبعية، ودخلت الفاء في "فإن قومي" لأن الثاني مستحق بالأول، فهو مسبب عنه، والأول سبب فيه، فأشبه الشرط والجزاء، هذا قول البصريين. وذهب الكوفيون إلى أن "أن" المفتوحة هنا شرطية، ولذلك دخلت الفاء في جوابها١: ومعنى المثال المذكور عندهم: إن كنت منطلقًا انطلقت معك، والأول أشهر.

ونقل أبو الفتح عن أبي علي أن "ما" الخالفة عن "كان" عاملة في الجزأين عمل ما خلفته. وحجته أن "ما" لما نابت في اللفظ نابت في العمل. وزعم أنه مذهب سيبويه٢.

"وقل" حذف "كان" وحدها "بدونها" أي: بدون "أن" المصدرية "كقوله" وهو عبيد بن حصين الراعي: [من الكامل]

١٨٣-

"أزمان قومي والجماعة كالذي" ... لزم الرحالة أن تميل مميلًا

"قال سيبويه٣: أراد أزمان كان قومي" مع الجماعة، فحذف "كان" التامة، وأبقى فاعلها وهو "قومي"، و"الجماعة" مفعول معه، والناصب له "كان" المحذوفة.

والرحالة: بكسر الراء وبالحاء المهملة: سرج من جلود ليس فيها خشب، يتخذ للركض الشديد، وتميل؛ بفتح التاء؛ منصوب بـ"أن" وهي ومنصوبها في موضع التعليل، "ومميلًا" بفتح الميم الأولى بمعنى: ميل، مفعول مطلق.


١ في الارتشاف ٢/ ١٠٠: "وزعم الكوفيون أن "أن" هذه المفتوحة الهمزة أداة شرط كـ"إن" المكسورة، وجاز حذف الفعل في المذهبين للعلم بأن "أن" لا يقع بعدها إلا الأفعال، واتفقوا على أنه إذا حذفت "ما" وأتي بالفعل كانت "إن" مكسورة، وهي عند البصريين غير "أن" المفتوحة".
٢ انظر قول أبي الفتح في الخصائص ٢/ ٣٨١.
١٨٣- البيت للراعي النميري في ديوانه ص٢٣٤، والأزهية ص٧١، وخزانة الأدب ٣/ ١٤٥، ١٤٨، والدرر ١/ ٢٣٤، ٢/ ٥٠٥، وشرح التسهيل ١/ ١٩٥، والكتاب ١/ ٣٦٥, ٢/ ٢٥٩، ٣/ ٢٥٣، والمقاصد النحوية ٢/ ٩٩، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٩٩، وأوضح المسالك ١/ ٢٦٦، وشرح ابن الناظم ص٢٠٧، وشرح الأشموني ١/ ٢٢٥، وشرح عمدة الحافظ ص٤٠٥، والمقرب ١/ ١٦٠، وهمع الهوامع ١/ ١٢٢،/ ٢/ ١٥٦.
٣ الكتاب ١/ ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>