للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١٣-

"أجهالا تقول بني لؤي" ... لعمر أبيك أم متجاهلينا

ففصل بين الاستفهام والمضارع بمفعوله الثاني، والأصل: أتقول بني لؤي جهالا، و"بني لؤي" مفعوله الأول، والمراد بهم قريش، و"الجهال" جمع جاهل، و"المتجاهل" هو الذي يظهر الجهل من نفسه، وليس بجاهل، والمعنى، أتظن بني لؤي جهالا، أم مظهرين الجهل بين استعملوا أهل اليمن على أعمالهم وقدموهم على بني مضر، مع فضلهم عليهم.

والفصل بالحال كقولك: أمسرعا تقول زيدًا منطلقًا؛ لأن المعمول المتقدم في نية التأخير.

"قال السهيلي: و" يشترط أيضًا في المضارع "أن لا يتعدى باللام، كـ: تقول لزيد عمرو منطلق"، برفعهما قال: لأنك إذا عديته باللام بعد عن معنى الظن، ولم يكن إلا قولا مسموعًا؛ لأن الظن من أفعال القلب، وذكر أنه يدل عليه أصول النحاة مع استقراء كلام العرب، نقله المرادي بتعليله في شرح التسهيل وأقره.

"وتجوز الحكاية مع استيفاء الشروط، نحو: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} ، [البقرة: ١٤٠] بالتاء المثناة فوق, وكسر "إن" "في قراءة الخطاب" للأخوين وابن عامر وحفص، "وروي":

٣١٤-

"علام تقول الربح"....... ... ...................................

"بالرفع"، على الحكاية.

وإذا أعمل القول عمل "ظن" فهل يجرى مجراه في العمل خاصة، أم في العمل والمعنى معًا، مذهب الجمهور أنه لا يعمل عمل "ظن" حتى يتضمن معنى الظن في اللغة السليمية١، وغيرها. وزعم بعضهم أنه قد يجرى مجرى الظن في العمل ولا يتضمن معناه كقوله: [من الرجز]


٣١٣- البيت للكميت بن زيد في خزانة الأدب ٩/ ١٨٣، ١٨٤، والدرر ١/ ٣٥٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٣٢، وشرح المفصل ٧/ ٧٩، ٨٧، والكتاب ١/ ١٢٣، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٢٩، وليس في ديوانه، وهو لابن أبي ربيعة في شرح ابن الناظم ص١٥٣، وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٣٦٣، وأوضح المسالك ٢/ ٧٨، وتخليص الشواهد ص٤٥٧، وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٩، وشرح الأشموني ١/ ١٦٤، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٤٨، والمقتضب ٢/ ٣٤٩، وهمع الهوامع ١/ ١٥٧.
٣١٤- تقدم تخريج البيت برقم ٣١١.
١ في حاشية الصبان ٢/ ٣٧: "وممن اختار هذا المذهب ابن جني".

<<  <  ج: ص:  >  >>