للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١٥-

قالت وكنت رجلًا فطينا ... هاذا لعمر الله إسرائينا

فليس المعنى على "ظننت"؛ لأن هذه المرأة رأت عند هذا الشاعر ضبا فقالت، هذا إسرائين؛ لأنها تعتقد في الضباب أنها من مسخ بني إسرائيل، وإلى هذا ذهب الأعلم وابن خروف، واختاره صاحب البسيط١. قال ابن عصفور: ولا حجة فيه لاحتمال أن يكون "هذا" مبتدأ، و"إسرائين" على تقدير مضاف، أي: مسخ بني إسرائيل، فحذف المضاف الذي هو الخبر، وبقي المضاف إليه على جره؛ لأنه غير منصرف للعلمية والعجمة؛ لأنه لغة في "إسرائيل". وإذا أجري القول مجرى الظن هل يجوز فيه ما جاز في الظن من الإلغاء والتعليق، وكون الفاعل والمفعول لمسمى واحد، قال في النهاية: نعم، وبحث الشاطبي المنع، ولا يبعد تخريجه على القولين السابقين، فمن قال: إنه يجري مجراه في المعنى والعمل قال بالجواز، ومن قال بالعمل فقط قال بالمنع قلته تفقهًا، ولم أره نصا.


٣١٥- الرجز لأعرابي في المقاصد النحوية ٢/ ٤٢٥، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص٤٥٦، والدرر ١/ ٣٥٠، وسمط اللآلي ص٦٨١، وشرح ابن الناظم ص١٥٢، وشرح الأشموني ١/ ١٥٦، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٥٠، وشرح التسهيل ٢/ ٩٥، ولسان العرب ١٣/ ٣٢٣ "فطن"، ٤٥٩، ٤٦٠ "يمن"، والمعاني الكبير ٦٤٦، وهمع الهوامع ١/ ١٥٧، وجمهرة اللغة ص٢٩٣، وتاج العروس "فطن"، "بمن" "سرو" والمخصص ١٣/ ٢٨٢.
١ انظر حاشية الصبان ٢/ ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>