للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وإنما وجب الرفع في نحو: "زيدًا أحسن به" لأن الضمير" المجرور بالباء "في محل رفع" على الفالية عند سيبويه، وزيدت الباء لإصلاح اللفظ، فليس من الاشتغال في شيء، وكذا إن قلنا: الضمير في محل نصب، لأن فعل التعجب جامد لا يعمل فيما قبله، وما لا يعمل لا يفسر عاملًا.

"وإنما اتفق السبعة عليه" أي على الرفع "في نحو: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا" كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} [النور: ٢] "لأن" الفاء مانعة من حملة على الاشتغال، فإن "تقديره عند سيبويه١: مما يتلى عليكم حكم الزانية والزاني"، فحذف المضاف الذي هو "حكم"، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو "الزانية والزاني"، وحذف الخبر وهو المجرور، "ثم" بعد تمام الجملة "استؤنف الحكم" وهو "فاجلدوا" فصارت جملة الطلب مستأنفة، فلم يزلم الإخبار بالجملة الطلبية وهي "فاجلدوا" عن المبتدأ وهو "الزانية والزاني"، ولم يستقم عمل فعل من جمل مستأنفة في مبتدأن مخبر عنه بغير ذلك الفعل من جملة أخرى، وهذا التقدير متعين عند سيبويه٢، "وذلك لأن الفاء لا تدخل عنده في الخبر في نحو هذا"ن المثال، فإنه يمنع زيادة الفاء في خبر المبتدأ، ما لم يكن المبتدأ موصولًا بفعل أو ظرف، وصلة "أل" غير ذلك، "ولذا" أي ولأجل منع سيبويه زيادة الفاء في خبر المبتدأ إذا لم يكن موصولًا بفعل أو ظرف "قال في قوله: [من الطويل]

٣٦٩-

وقائلة خولان فانكح فتاتهم" ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا

"إن التقدير: هذه خولان"، هذا مقول قول سيبويه٣، فجعل "خولان" خبر مبتدأ محذوف، وجملة "فانكح فتانهم" مستأنفة هربًا من زياة الفاء في خبر المبتدأ غير


١ الكتاب ١٤٢، ١٤٣.
٢ الكتاب ١/ ١٣٩، ١٤٠.
٣٦٩- البيت بلا نسبة في الأزهية ص٢٤٣، وأوضح المسالك ٢/ ١٦٣، والجني الداني ص٧١، وخزانة الأدب ١/ ٣١٥، ٤٥٥، ٤/ ٣٦٩، ٨/ ١٩، ١١/ ٣٦٧، والدرر ١/ ٢٠١، والرد على النحاة ص١٠٤، ورصف المباني ص٣٨٦، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١٣، وشرح الأبيات المشكلة الإعراب ١/ ٢٧٩، ٢٩٤، وشرح الأشموني ١/ ١٨٩، وشرح التسهيل ١/ ٣٣١، وشرح شواهد الإيضاح ص٨٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦٨، و٢/ ٨٧٣، وشرح المفصل ١/ ١٠٠، ٨/ ٩٥، والكتاب ١/ ١٣٩، ١٤٣، ومغني اللبي ١/ ١٦٥، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٢٩، وهمع الهوامع ١/ ١١٠، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ٢٤٧/ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٢/ ٤٠٧.
٣ الكتاب ١/ ١٣٨، ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>