للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرفين، مستدلا بقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة: ٢٤] فقال: تنازع "إن" و"لم" في "تفعلوا". ورد بأن "إن" تطلبن مثبتًا، و"لم" تطلب منفيا، وشرط التنازع الاتحاد في المعنى، ونقل الشاطبي عن الفارسي أنه أجاز في التذكرة التنازع في قوله: [من الرجز]

٣٨٠-

حتى تراها فكأن وكأن ... أعناقها مشددات بقرن

ومنع التوكيد للعطف بالواو، ا. هـ. وسيأتي الكلام عليه في باب التوكيد.

"ولا" يقع التنازع "بين حرف وغيره" من فعل واسم، ومن أجاز التنازع بين حرفين أجازه بين حرف وغيره، كما نقل ابن عمرون عن بعضهم أنه جوز تنازع "لعل" و"عسى"، نحو: "لعل وعسى زيد أن يخرج" على إعمال الثاني، و"لعل وعسى زيدًا خارج" على إعمال الأول، ورد بأن منصوب "عسى" لا يحذف١.

"و" علم من تقييد العاملين بالتصرف أنه "لا" يقع التنازع "بين" عاملين "جامدين" فعلين، أو اسمين، أو مختلفين؛ لأن التنازع يقع فيه الفصل بين العامل ومعموله، قال أحمد بن الخباز في النهاية. فإذا قلت: "سرني إكرامك وزيارتك عمرا" وجب نصب عمرا بالثاني، لا بالأول، للفصل بين المصدر ومعموله٢، ا. هـ.

"ولا" يقع التنازع "بين جامد وغيره" من فعل، أو اسم متصرف. "وعن المبرد" في كتابه المدخل "إجازته في فعلي التعجب" مع جمودهما، سواء كانا بلفظ الماضي، أو بلفظ الأمر، فالأول "نحو: ما أحسن وأجمل زيدًا" فتعمل الثاني في الاسم الظاهر، وتعمل الأول في ضميره، وتحذفه لأنه فضلة.

"و"الثاني نحو: "أحسن وأجمل بعمرو" فتعمل الثاني في الظاهر المجرور، وتعمل الأول في ضميره المجرور، ولا تحذفه لأنه فاعل، والفاعل لا يحذف عنده؛ لأنه بصري٣، ويحذف على القول بأن المجرور في محل نصب على المفعولية عند الفراء.

والجمهور على المنع فرارًا من الفصل بينه وبين معموله إذا أعمل الأول، وإذا لم يصح إعمال الأول بطل التنازع، إذ من شرطه جواز إعمال كل منهما٤.


٣٨٠- الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي في الدرر ٢/ ٣٩٤، والمقاصد النحوية ٤/ ١٠٠،
وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٢٥٣، وأوضح المسالك ٣/ ٣٤٢، وشرح ابن الناظم
ص٣٦٤، وشرح الأشموني ٢/ ٤١، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٥.
١ ورد قول ابن عمرون في التذكرة لأبي حيان ص٣٦١.
٢ ورد قول ابن الخباز في الارتشاف ٣/ ٩٨.
٣ المقتضب ٤/ ١٨٤، والارتشاف ٣/ ٩٨.
٤ شرح التسهيل ٢/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>