للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واقعة على الأجنة. وصاحب الحال الضمير المنتقل إلى الجار والمجرور بعد حذف الاستقرار، "وكقراءة الحسن" البصري ""وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٍ بِيَمِينِهِ"" [الزمر: ٦٧] ، بنصب "مطويات"١ على الحال المتوسطة بين المخبر عنه وهو "السماوات" والمخبر به وهو "بيمينه" والأصل؛ والله أعلم: والسماوات بيمينه مطويات، وصاحب الحال الضمير المنتقل إلى الجار والمجرور، ففي هذه الأدلة على جواز تقديم الحال على عاملها الظرف والجار والمجرور. "وهو قول الأخفش٢"وسبقه إلى ذلك الفراء٣، "وتبعه الناظم" في التسهيل وشرحه٤. وأشار إليه في النظم بقوله:

٣٤٦-

.......... وندر ... نحو سعيد مستقرا في هجر

"والحق" المنع، وهو قول جمهور البصريين٥، "وأن البيت" المتقدم "ضرورة وأن: خالصة" في الآية الأولى، "ومطويات" في الثانية "معمولان لصلة: ما"، وهي في "بطون"، "ولـ: قبضته"، فـ"خالصة" معمولة للجار والمجرور قبلها على أنها حال من الضمير الذي في الصلة: و"مطويات"، معمولة لـ"قبضته" على أنها حال من الضمير المستتر فيها والتاء في "خالصة" للتأنيث باعتبار ما وقعت عليه من الأجنة. وقول البيضاوي٦: التاء فيها للمبالغة كما في رواية ٧, أو مصدر كـ: "العاقبة"

وقع موقع الخالص؛ فيه نظر؛ لأن تاء المبالغة في غير أبنية المبالغة، والمصدر الآتي على وزن فاعلة موقوفان على السماع، "فلا يقاس عليهما، "و" الحق "أن السماوات عطف على ضمير مستتر في "قبضته"" لتأويلها بالمشتق "لأنها بمعنى مقبوضة"، والمصدر إذا كان بمعنى المشتق يتحمل الضمير،"لا" "السماوات" "مبتدأ، و"بيمينه"" خبره، كما قال الأخفش، بل "بيمينه" "معمول الحال" لتعلقه بها، "لا عاملها"، أي: لا عامل الحال.


١ الرسم المصحفي {مَطْوِيَّاتٌ} بالرفع، وقرأها بالنصب عيسى والجحدري: انظر البحر المحيط ٧/ ٤٤٠، ومعاني القرآن للفراء ٢/ ٤٢٥.
٢ شرح التسهيل ٢/ ٣٤٦، والارتشاف ٢/ ٣٥٥، وشرح ابن الناظم ص٢٤٠.
٣ الارتشاف ٢/ ٣٥٦.
٤ التسهيل ص١١١، وشرح التسهيل ٢/ ٣٤٦.
٥ الارتشاف ٢/ ٣٥٥.
٦ أنوار التنزيل ٢/ ٢١٠.
٧ في "ط": "رواية".

<<  <  ج: ص:  >  >>