للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصورة "السابعة: المضارع المثبت" المجرد من "قد" "كقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} " [المدثر: ٦] فجملة "تستكثر" حال من فاعل "تمنن" المستتر فيه، ولم تقترن بالواو؛ لأنه يشبه اسم الفاعل في الزنة والمعنى، والواو لا تدخل اسم الفاعل فكذلك ما أشبهه، وإليه أشار الناظم بقوله:

٣٥٢-

وذات بدء بمضارع ثبت ... حوت ضميرا ومن الواو خلت

"وأما نحو قوله" وهو عنترة العبسي: [من الكامل]

٤٥١-

"علقتها عرضًا وأقتل قومها" ... زعما لعمر أبيك ليس بمزعم

فجملة "وأقتل قومها" حال من "التاء" في "علقتها"، وهي مقترنة بالواو مع المضارع المثبت، واختلف في تخريجها "فقيل: ضرورة. وقيل: الواو عاطفة" لا واو الحال، "والمضارع مؤول بالماضي"، والتقدير: وقتلت قومها، فعدل عن لفظ الماضي إلى لفظ المضارع قصدًا لحكاية الحال الماضية، ومعناها أن يفرض ما كان في الزمان الماضي واقعًا في هذا الزمان، فيعبر عنه بلفظ المضارع، وهذا القول منسوب في التلخيص البياني واقعًا في هذا الزمان، فيعبر عنه بلفظ المضارع، وهذا القول منسوب في التلخيص البياني إلى الشيخ عبد القاهر. "وقيل:" هي "واو الحال، والمضارع خبر لمبتدأ محذوف، أي: وأنا أقتل" قومها، والجملة من المبتدأ والخبر هي الحال، وعليه اقتصر في الناظم فقال:

٣٥٣-

وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندًا

و"علقتها": مبني للمفعول، "وعرضًا" بفتح العين المهملة والراء، و"زعمًا" بفتح الزاي والعين المهملة: مصدر زعم؛ بكسر العين: يزعم؛ بفتحها: زعمًا؛ بفتحتين: أي: طمع يطمع طمعًا كـ: فرح يفرح فرحًا، والمزعم: المطمع.


٤٥١- البيت لعنترة في ديوانه ص١٩١، وجمهرة اللغة ص٨١٦، وخزانة الأدب ٦/ ١٣١، ولسان العرب ١٢/ ٢٦٧ "زعم"، والمقاصد النحوية ٣/ ١٨٨، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٥٦، وشرح ابن الناظم ص٢٤٥، وشرح الأشموني ١/ ٢٥٦، وشرح التسهيل ٢/ ٣٦٧، ومجالس ثعلب ١/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>