للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنه صفة لـ"رجل" ويرفع الأب أو "أنت" على الفاعلية بـ"أفضل" على معنى فاقه في الفضل أبوه أو "أنت" وأكثر العرب يوجب رفع أفضل في ذلك على أنه خبر مقدم، وأبوه أو "أنت" مبتدأ مؤخر، وفاعل أفضل١: ضمير مستتر فيه عائد على المبتدأ، والجملة من المتبدأ والخبر في موضع خفض نعت لـ: رجل، ورابطها الضمير المجرور بـ"من".

"ويطرد ذلك" الرفع للظاهر "إذا حَلَّ" أفعل التفضيل "محل الفعل" مع موافقة المعنى، والفعل يرفع الظاهر، فكذلك ما حل محله، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٠٤-

................... ومتى ... عاقب فعلا فكثيرًا ثبتا

"وذلك إذا٢ كان أفعل صفة لاسم جنس، و"سبقه نفي، وكان مرفوعه أجنبيًّا"، وهو ما ليس ملتبسًا٣ بضمير الموصوف به، "مفضلا" ذلك الأجنبي "على نفسه باعتبارين" مختلفين، "نحو" قول العرب: "ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد٤"، فـ "أحسن" أفعل تفضيل، وهو صفة لـ"رجلا" وهو٥ اسم جنس مسبوق بنفي، ومرفوعه "الكحل" وهو أجنبي من المصوف لكونه لم يتصل بضميره، والكحل مفضل على نفسه باعتبار محلين مختلفين، فباعتبار كونه في عين زيد فاضلا، وباعتبار كونه في عين غيره مفضولا.

والمعنى أن الكحل في عين زيد أحسن من نفسه في عين غيره٦ من الرجال. ونظيره قول الأصوليين: الواحد بالشخص يكون له جهتان كالصلاة في الدار المغصوبة.

والسبب في اطراد رفع [أفعل التفضيل الاسم الظاهر في مثل] ٧ هذا المثال، تهيئته بالقرائن التي قارنته لمعاقبة٨ الفعل على وجه لا يكون بدونها، "فإنه يجوز أن يقال: ما رأيت رجلا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد"، فيؤتى بالفعل، وهو


١ في "ب": "أفعل".
٢ في "ب": "أنه إذا".
٣ في "أ"، "ب": "متلبسًا"، والتصويب من "ط".
٤ انظر مثل ذلك في شرح ابن الناظم ص٣٤٦-٣٤٧.
٥ في "ب": "ورجل".
٦ في "ب": "غير زيد".
٧ ما بين المعكوفين سقط من "ب".
٨ في "ب": "لمعاقبته".

<<  <  ج: ص:  >  >>