للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتكثير الجمل، وسكت عن النعت الأول، وهو الموصول، لخفاء إعرابه، فيتبع إن أتبعت الجميع، ويقطع إن قطعت الجميع.

فإن أتبعت بعضًا وقطعت بعضًا فليس فيه إلا الإتباع، لأن القطع في البعض والإتباع في البعض مشروط بتقدم المتبع، وإلى جواز القطع والإتباع أشار الناظم بقوله:

٥١٧-

واقطع أو اتبع إن يكن معينا ... بدونها..........................

"وإن لم يعرف" مسمى المنعوت "إلا بمجموعها وجب إتباعها كلها" للمنعوت "لتنزيلها منه منزلة الشيء الواحد"، وإليه أشار الناظم بقوله:

٥١٦-

وإن نعوت كثرت وقد تلت ... مفتقرًا لذكرهن أتبعت

"وذلك كقولك: مررت بزيد التاجر الفقيه الكاتب إذا كان" زيد "هذا الموصوف" بهذه الصفات "يشاركه في اسمه ثلاثة" من الناس، اسم كال واحد منهم زيد، و"أحدهم تاجر كاتب، والآخر تاجر فقيه، والآخر فقيه كاتب" فلا يتعين زيد الأول من الآخرين إلا بالنعوت الثلاثة، فيجب إتباعها كلها، "وإن تعين ببعضها جاز فيما عدا ذلك البعض" الذي تعين به "الأوجه الثلاثة": الإتباع والقطع إلى الرفع أو إلى النصب أو الجمع بينهما بشرط تقديم المتبع على الأصح، وإليه الإشارة بقول الناظم:

٥١٧-

................................. ... ........أو بعضها اقطع معلنا

"وإذا كان المنعوت نكرة تعين في الأول من نعوته الإتباع" لأجل التخصيص، بخلاف ما إذا كان معرفة فإنه غني عن التخصيص، "وجاز في الباقي" من نعوته "القطع" عن المتبوع، سواء تعين مسماه بدونها أم١ لا، لأن المقصود من النعت التخصيص، وقد حصل بتبعية الأول، "كقوله" وهو أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف صائدًا: [من المتقارب]

٦٣٨-

ويأوي إلى نسوة عطل ... وشعثا مراضيع مثل السعالي


١ في "أ"، "ط": "أو" مكان "أم".
٦٣٨- البيت لأمية بن أبي عائد الهذلي في خزانة الأدب ٢/ ٤٢، ٤٣٢، ٥/ ٤٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٤٦، وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٠٧، والكتاب ١/ ٣٩٩، ٢/ ٦٦، وتاج العروس "سعل"؛ ولأبي أمية في المقاصد النحوية ٤/ ٦٣، وللهذلي في شرح المفصل ٢/ ١٨، ولسان العرب ٨/ ١٢٧، "رضع"، وبلا نسبة في أمالي الحاجب ١/ ٣٢٢، وأوضح المسالك ٣/ ٣١٧، ورصف المباني ص٤١٦، وشرح ابن الناظم ص٣٥٥، وشرح الأشموني ٢/ ٤٠٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣١٨، والمقرب ١/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>