للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة النور]

أقول: وجه اتصالها بسورة {قَدْ أَفْلَحَ} : أنه لما قال [فيها] ١: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} "المؤمنون: ٥"، ذكر في هذه أحكام من لم يحفظ فرجه، من الزانية والزاني، وما اتصل بذلك من شأن القذف، وقصة الإفك، والأمر بغض البصر٢، وأمر فيها بالنكاح حفظًا للفروج، وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف، وحفظ فرجه، ونهى عن إكراه الفتيات على الزنا٣.

ولا ارتباط أحسن من هذا الارتباط، ولا تناسق أبدع من هذا النسق.


١ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
٢ الزانية والزاني في قوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} إلى {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} "٢، ٣"، وجاء القذف في قوله: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} إلى قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} "٤-١٠"، وهو شامل لأحكام اللعان وقصة الإفك هي التي أرجف بها المنافقون في حق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حتى برأها الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} إلى {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} "١١-١٨"، وجاء غض البصر في قوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} إلى قوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا} "٣٠، ٣١"، وفي "ظ" بعد كلمة: "البصر" ما يلي: "الذي هو داعية الزنا، والاستئذان الذي إنما جعل من أجل النظر".
٣ جاء الأمر بالنكاح، والاستعفاف لغير القادر، وعدم إكراه الفتيات على البغاء في الآيتين "٣٢، ٣٣".

<<  <   >  >>