٢ وهناك مناسبة بين القيامة والإنسان والمرسلات من ناحية خلق الإنسان؛ ففي القيامة قال: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى، ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى، فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [القيامة: ٣٧-٣٩] ، فذكر بداية الخلق، وفي الإنسان تدرج إلى الحديث عن إتمام بناء الإنسان حتى صار شديد الأسر {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُم} "الإنسان: ٢٨" الآية، ولما كانت قوة الإنسان مظنة كبريائه، ذكره في المرسلات بمهانة أصله: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} "المرسلات: ٢٠". ومعاني السور الثلاث تدور حول الأصول؛ ولذلك قال في المرسلات: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} "المرسلات: ٣٩"؛ إعلامًا بقهره للعباد. وانظر: نظم الدرر "٨/ ٢٨١" وما بعدها، ومصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور "٣/ ١٤٧".