للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة العاديات والقارعة]

...

سورة العاديات:

أقول: لا يخفى ما بين قوله في الزلزلة: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} "الزلزلة: ٢"، وقوله في هذه السورة: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} "٩" من المناسبة والعَلاقة١.

سورة القارعة:

قال الإمام: لما ختم الله سبحانه السورة السابقة بقوله: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} "١١" فكأنه قيل: وما ذاك؟ فقال: هي القارعة، قال: وتقديره: ستأتيك القارعة على ما أخبرت عنه في قولي٢: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} ٣ "٩".


١ أقول: وهناك مناسبة أخرى؛ هي: بيان الأصل الذي يضل به الإنسان أو يهتدي، فلما ذكر في آخر الزلزلة جزاء الإنسان على الخير والشر، بيَّن هنا أن الإنسان بطبعه يحب الخير، وحبه للخير إما للدنيا وهو الشر، وإما للآخرة وهو حقيقة الخير، فهذا الحب هو الذي يوجه الأعمال، ثم ذكَّر الإنسان بيوم يكشف فيه عما في القلوب من نوايا خفية: {أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} "العاديات: ٩، ١٠" إلى آخر السورة، وقد زاد الأمر تفصيلًا في السور التالية.
٢ في المطبوعة: "بقولي"، والمثبت من "ظ".
٣ مفاتيح الغيب، للرازي "٨/ ٦٦٣".

<<  <   >  >>