للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} :

أقول: هي شديدة الاتصال بسورة الضحى؛ لتناسبهما في الجمل؛ ولهذا ذهب بعض السلف إلى أنهما سورة واحدة بلا بسملة بينهما١. قال الإمام: والذي دعاهم إلى ذلك هو: أن قوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ} كالعطف على {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} "الضحى: ٦" [في الضحى] ٢.

قلت: وفي حديث الإسراء أن الله تعالى قال: "يا محمد، ألم أجدك يتيمًا فأويت، وضالًّا فهديت، وعائلًا فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت" الحديث، أخرجه ابن أبي حاتم٣، وفي هذا أَوْفَى دليل على اتصال السورتين معنى.


١ نقل هذا القول فخر الدين الرازي في تفسيره عن طاوس وعمر بن عبد العزيز "تفسير سورة الضحى".
٢ هي كالعطف في المعنى لا في اللفظ، ثم إن هذه السورة شرح لسابقتها، فشرح الصدر هناك، مفصل هنا ببيان عناصره وأسبابه التي هي: الإيواء بعد اليتم، والهداية بعد الضلال، والغِنَى بعد العيلة، فتلك كلها من عوامل انشراح الصدر للإيمان، لا سيما وقد جاءت بعد وعد بالعطاء حتى يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم.
٣ تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم "١٠/ ٣٤٤٣"، والحديث ذكره أيضًا ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم "٨/ ٤٥٢"، وانظر: الدر المنثور "٨/ ٥٤٥، ٥٤٦".

<<  <   >  >>