للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة النمل]

أقول: وجه اتصالها بما قبلها: أنها كالتتمة لها، في ذكر بقية القرون، فزاد سبحانه فيها ذكر سليمان وداود، وبسط فيها قصة لوط أبسط مما هي في١ الشعراء٢.

وقد روينا عن ابن عباس، وجابر بن زيد، في ترتيب [نزول] ٣ السور: أن الشعراء نزلت ثم طس٤، ثم القصص، وذلك كافٍ في٥ ترتيبها في المصحف هكذا.

وأيضًا فقد وقع فيها: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} "٧" إلى آخره، وذلك تفصيل قوله في الشعراء: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} "الشعراء: ٢١".


١ في "ظ": "كما هو".
٢ قصة داود وسليمان في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا} إلى {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} "١٥-٤٤"، وقصة لوط في قوله: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} إلى {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِين} "٥٤-٥٨".
وقول المؤلف: إن قصة لوط هنا أبسط منها في الشعراء مخالف للواقع، فهي في الشعراء أطول؛ ولكنها ذكرت في النمل مع بيان أقصى ما وصلوا إليه من الانحلال الخلقي والانتكاس العقلي؛ إذ عدوا طهارة لوط من الشذوذ الجنسي جريمة يستحق عليها النفي من البلاد، ولم يرد هذا التعليل في الشعراء، فلعل البسط في المعاني لا في المقدار.
٣ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".
٤ في المطبوعة: "أنزلت، ثم طه" خطأ، والمثبت من "ظ".
٥ في المطبوعة: "ولذلك كان"، والمثبت من "ظ".

<<  <   >  >>