٢ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٣ بل هناك وجوه ارتباط أوضح مما ذكر المؤلف، وذلك أنه تعالى ذكر في الغاشية صفة النار والجنة مفصلة على ترتيب ما ذكر في سورة الأعلى، ثم زاد الأمر تفصيلًا في الفجر بذكر أسباب عذاب أهل النار، فضرب لذلك مثلًا بقوم عاد، وقوم فرعون، في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} إلى {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} "الفجر: ٦-١٤"، ثم ذكر بعض عناصر طغيانهم في قوله: {كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} "الفجر: ١٧" وما بعدها، فكانت هذه السورة بمثابة إقامة الحجة عليهم. وكذلك جاء في الغاشية: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} "الغاشية: ٢١، ٢٢"، ثم ذكر في الفجر مادة تذكير من كان قبلهم من الكفار، ثم أخذ الله إياهم في الدنيا، وأنه سيعذبهم في الآخرة، وأن الندم لن ينفعهم شيئًا، فقال: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} "الفجر: ٢٣، ٢٤". ٤ في المطبوعة: "وأكثر" تحريف، والمثبت من "ظ". ٥ ومن التناسب أيضًا بين هذه السور وسابقتها: أنه تعالى لما ذكر في تلك ابتلاء الإنسان بضيق الرزق بسبب عدم إطعام المسكين، وعدم إكرام اليتيم، ونعى عليه حب المال، ذكر في هذه ندمه يوم القيامة، وتذكره حبس المال، وذلك حين يقول: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} "الفجر: ٢٤".