٢ ومن الربط الوثيق بين الفاتحة والبقرة وآل عمران: أن الصراط المستقيم ذكر مجملًا في الفاتحة، ثم عينه في أول البقرة بقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} ، ثم عين طريق السير عليه في آل عمران بقوله: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} "١٠١". ثم فصل وسيلة الاعتصام بالله بالاعتصام بحبل الله، فلما كان الصراط المستقيم دقيقًا جدًّا، ويحتاج السائر عليه إلى غاية اليقظة؛ حث الله على الاعتصام بكتاب الله، وسماه حبلًا ليناسب الصراط الدقيق، حيث يحمي السائر عليه من الزلل، وحذر من الفرقة، ودعا إلى التذكير الدائم عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعتبر بمثابة التعليم الدائم، وتصحيح الأخطاء الناشئة عن الهوى. وانظر لزيادة البيان: "نظم الدرر للبقاعي، الجزء الأول، ورقة: ١٧٧ أ، ب".