وعلى الرغم من هذا كله، ينهي الباحث كلامه بما بدأه به، مؤكدًا أن السكون شيء ينطق وأن الفتحة أخف منه في ذلك. فيقول:"فهذا حسب المنصف بيانا ودليلا أن الفتحة أخف من السكون وأيسر نطقا. فإذا كان ذلك في وسط اللفظ ودرج الكلام كان أوضح وأبين، لأن الإسكان أشبه بالوقف وأقرب إلى قطع النفس"١.
ونحن من جانبنا لا نوافق الباحث الفاضل على هذه النتيجة التي انتهى إليها كما لا نوافقه هو وغيره ممن ناقشنا آراءهم في هذا البحث، على كثير مما نسبوه إلى السكون من خواص، تجعله كما لو كان صوتا له تحقق مادي كالأصوات الأخرى للغة.
أما رأينا في هذا الموضوع كله فيعتمد على نظرة شاملة لظاهرة السكون، وللدور الذي يلعبه في اللغة العربية، ولا يتم ذلك بالطبع إلا بدراسته على المستويات المختلفة للبحث اللغوي، أي: من الناحية الصوتية والصرفية والنحوية.
أما من الناحية الصوتية، فللسكون جانبان؛ أحدهما جانب النطق والتأثير السمعي، والثاني جانب الوظيفة التي يقوم بها في النظام الصوتي للغة العربية.
فهو من حيث الجانب الأول "عدم""أو" لا شيء Phonetically or acoustically noting إذ إنه لا ينطق وليس له أي تأثير سمعي. ويعني هذا أنه ليس صوتا صامتا Consonant أو حركة Vowel، على هذا المستوى الصوتي المادي.
وهذا الرأي -كما هو واضح- يختلف اختلافا جذريا عما ذهب إليه كثير من اللغويين العرب "قدامى ومحدثين" الذين نظروا إلى السكون على