أنه شيء ينطق ويسمع بالفعل، والذين عاملوه معاملة الحركات في كثير من الخواص، كمقارنتهم إياه بهذه الحركات، وبخاصة الفتحة، في الخفة أو الثقل في النطق، ومن ثم سموه حركة وعدوه رابع الحركات.
وإطلاق اسم "الحركة" على السكون على هذا المستوى النطقي المحض at the phonetic level إطلاق غير دقيق، ولا يستند إلى أساس من الواقع، لأن الحركة من هذه الناحية -ناحية النطق الفعلي والتأثير السمعي- لها صفات معينة لا يوجد شيء منها ألبتة في السكون.
وهذا يعني أننا إذا اقتصرنا على هذه الزاوية -زاوية النطق- جاز لنا الاستغناء عن السكون وساغ لنا إهماله في الدرس اللغوي. ولكن النظر العميق في السكون من الجوانب اللغوية الأخرى يؤكد أن له قيما معينة توجب علينا الاهتمام به وأخذه في الحسبان.
بعض هذه القيم -وهي أهمها- تظهر في الجانب الصوتي الثاني للسكون ونعني به جانب الوظيفة، أي: جانب الدور الذي يؤديه داخل الإطار العام لأصوات العربية.
إن السكون من هذه الزاوية "ظاهرة" feature أو "عنصر" element له قيمة value، تقارن بقيم الحركات في هذه اللغة، وتتلخص مظاهر هذه القيمة أو هذا الدور في الحالات الآتية:
١- السكون إمكانية من إمكانيات أربع، تعرض للحروف أو الأصوات الصامتة، فهذه الحروف أو الأصوات قد تتبع بفتحة أو كسرة أو ضمة أو "بلا شيء" منها. وهذه الإمكانية الرابعة -وهي الخلو من الحركة- لها قيمة صوتية على المستوى الوظيفي at the phonological level إذ هي تميز الحرف الخالي من الإمكانيات الثلاث الأخرى. وهذا التمييز ذو أهمية خاصة؛ لأنه