للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشير إلى حالة صوتية رابعة "موجودة" بالعقل، وهي ولا شك في حاجة إلى اصطلاح خاص بها يكون اسما لها ودليلا عليها.

وهذه الإمكانيات الأربع تظهر بوضوح فيما لو نظرنا مثلا إلى عين الكلمة الثلاثية. فهناك: "فعل"، بفتح العين وكسرها وضمها، ثم هناك فعل بخلو العين من الحركات الثلاث. وقد أشاروا إلى هذه الحالة الرابعة برمز السكون "هـ".

٢- الخلو من الحركة "وهو السكون" له وظيفة في التركيب المقطعي في اللغة العربية. فهو يميز نهاية المقطع المنتهي بحرف خال من الحركات الثلاث، كما في المقطع ص ح ص "= صوت صامت + حركة + صوت صامت = cvc" وهو مقطع متوسط مغلق، يقابل المقطع: "ص ح ح" وهو مقطع متوسط مفتوح، أو المقطع: "ص ح" وهو مقطع قصير١.

٣- السكون له وظيفة موسيقية في نهاية الكلمة أو الجملة في بعض المقامات اللغوية. وقد لاحظ العرب هذه الوظيفة وأدركوا قيمتها، ورتبوا عليها قواعد نحوية معينة في باب خاص سموه "باب الوقف".

ولهذه الظاهرة نفسها -بالإضافة إلى ذلك- قيمة وظيفية تتعلق بالتركيب المقطعي، فالسكون في حالة الوقف يعد واحدًا من سياقين اثنين يسمحان بوقوع نمط مقطعي معين لا يجوز حدوثه في غيرهما في اللغة العربية٢ هذا النمط هو: ص ح ح ص "cvvc".

٤- وتظهر هذه القيمة الموسيقية للسكون بصورة أوضح في التفعيلات العروضية. فهذه التفعيلات -كما هو معروف- مبنية على أنساق صوتية


١ والحركة -قصيرة "= ح"، أو طويلة "= ح ح"- قد تكون فتحة أو كسرة أو ضمة.
٢ السياق الثاني هو باب دابة ونحوها مما كان الساكن فيه "بعد حرف المد" مدغما في مثله وكان المثلان من كلمة واحدة، أو أصلين في الكلمة.

<<  <   >  >>