للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"موسيقية" معينة، للسكون دور كبير في تشكيل أنماطها وأنماط وحداتها المكونة لها.

٥- هناك تبادل في الموقع بين الخلو من الحركة والفتح في بعض السياقات الصوتية في صيغ صرفية خاصة، كتلك التي نص عليه علماء العربية، مما كان عينها صوتا من الأصوات التي نعتوها بالأصوات الحلقية "وهي الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء"، كما في نهْر ونهَر وبحْر وبحَر إلخ.

هذه الوظائف تبرر لنا أهمية الخلو من الحركة أو السكون في اللغة العربية، ومن ثم وجب علينا أن نجد له مكانا مناسبا في النظام الصوتي لهذه اللغة. وقد قادنا التحليل الذي قمنا به إلى عده عنصرا an element من العناصر المكونة للنظام الصوتي للغة العربية على المستوى الوظيفي أو الفنولوجي at the phonological level، كما أرشدنا هذا التحليل كذلك إلى جواز قرنه بالحركات وربطه بها، لما بينه وبينها من تشابه في وظائف صوتية معينة، كما سبق أن بينا.

ولكن: ما كنه هذا العنصر وما نوعه؟ أهو حركة أم هو مجرد ظاهرة مميزة لبعض السياقات الصوتية؟

تختلف الإجابة عن هذا السؤال باختلاف الزاوية التي ننظر منها إلى السكون. فهو -كما اتضح لنا فيما مضى- ليس صوتا ولا حركة إذا أخذناه من زاوية النطق والتأثير السمعي لخلوه من صفات الأصوات والحركات على هذا المستوى. إنه من هذه الناحية "لا شيء" أو هو "عدم الحركة"، أو الخلو منها. وهذا هو الاصطلاح الواجب اتباعه حين ينظر إلى السكون هذه النظرة النطقية المادية. وقد وفق بعض علماء العربية حين نعتوه بهذا الوصف في بحوثهم، كما تبين لنا ذلك مما تقدم.

<<  <   >  >>