أما القول: بأنه حركة "أي: على المستوى الوظيفي" فمبني على ما أشرنا إليه أكثر من مرة أن وظيفة السكون إنما تقارن بوظائف الحركات دون غيرها من الأصوات، وأنه يتبادل معها عددًا من السياقات الصوتية في اللغة العربية. ولكننا على الرغم من هذا التشابه لم ننس ما بينه وبينها من فروق واضحة ومن ثم كانت التسمية التي اخترناها له، وهي "الحركة الصفر" zero vowel للدلالة على ذلك.
وبسبب هذه الفروق التي تتلخص في تلك الصعوبات المذكورة سابقا بوصفها عوائق في طريق "الصفر المئوي""والسكون مثل له"، لم نستطع الحكم على السكون بأنه وحدة صوتية phonological unit، تقف على قدم المساواة مع وحدات الحركات الأخرى "وهي الفتحة والكسرة والضمة" في كل خواصها وصفاتها.
إننا نستطيع أن نحكم عليه بأنه وحدة، ولكنها وحدة من ذلك النوع الذي يطلق عليه بعضهم "الوحدات الثانوية أو الهاشمية" marginal or secondary units وكذلك نستطيع -مستخدمين اصطلاح الأمريكان في مثل هذه الحالة- أن نسميه فونيما ثانوية secondary phoneme أو "فونيما خارج التركيب" suprasegmental phoneme، على حين تعد الحركات الثلاث الأخرى فونيمات أساسية primary phonemes، أو فونيمات تركيبية: segmental phonemes.
والفرق بين الحالتين هو أن الفونيم الأساسية أو التركيبية تعد جزءا من بناء التركيب الصوتي، كلمة كان هذا التركيب أو غير كلمة، وهي فونيم يمكن إفرادها وعزلها عن أخواتها في التركيب، في حين أن الفونيم الثانوية أو الهامشية أو "الفونيم خارج التركيب" مجرد ظاهرة خارجية، ترتبط بالتركيب وتميزه، ولكنها ليست جزءا من بنائه، ومن ثم لا يمكن إفرادها أو عزلها.