أو العلامات المميزة. وأفراد هذا النظام في نظره هي: الفتحة والكسرة والضمة والسكون والألف والواو والياء، والتشديد والهمزة، فكلها تشكل ما سماه "بالنظام التطريزي" للكتابة العربية ١prosodic system "of writing.
وبهذا كله استقام لنا ما رأيناه وسجلناه فيما مضى من أن السكون -على المستوى الصوتي الوظيفي- عنصر صوتي أو حركي على الرغم من أنه "لا شيء" -وبالتالي ليس حركة أو صوتا- من ناحية النطق والتأثير السمعي. وليس فيما ذهبنا إليه من تناقض، لاختلاف الجهتين واختلاف وجهتي النظر اللتين بنيت عليهما هذه النتيجة كما ظهر لنا ذلك بالتفصيل فيما سبق.
ولا يظنن ظان أننا -بهذه النتيجة- قد عدنا إلى ما اعترضنا عليه ولم نقبله من أولئك الدارسين -قدامى ومحدثين- الذين رأوا أن السكون حركة وأنه رابع الحركات. إننا لم نعد إلى هذا الرأي، وليس ما توصلنا إليه بمتفق مع ما ذهبوا إليه فيما يتعلق بهذه القضية، فشتان بين القولين وبعد ما بين النتيجتين.
١ انظر: فيرث، المرجع السابق ص١٢٦، ١٢٧، أما النظام الآخر الذي يراه فيرث للكتابة العربية فهو النظام الخاص برموز الوحدات أو الأصوات الصامتة في اللغة consonants ويفهم من كلام فيرث أن "النظام التطريزي" الذي اقترحه للكتابة إنما تشير رموزه إلى ظواهر تطريزية prosodies لا إلى وحدات units. وهنا نختلف معه في بعض ما رآه. كون الألف والياء والواو والسكون والتشديد "بوصفها رموزا" دلالات كتابية على ظواهر تطريزية أمر مقبول، أما بالنسبة للسكون والتشديد فظاهر، وكذلك الأمر فيما يختص بالألف والياء والواو بوصفها دلالات على طول الحركات "الفتحة والكسرة والضمة، بهذا الترتيب"، إذ الطول ليس وحدة بذاته وإنما هو "ظاهرية تطريزية" a prosody of length. أما أن الفتحة والكسرة والضمة والهمزة رموز لظواهر تطريزية، فقول غير مقبول عندنا، ذلك لأن الفتحة والكسرة والضمة والهمزة "من الناحية الكتابية" وإن كانت رموزًا إضافية في اللغة العربية diacritics تشير إلى وحدات units، أو primary phonemes "فونيمات أساسية"، لا ظواهر تطريزية، إذ هي عناصر أساسية في التكريب الصوتي للغة العربية segmental phonemes ويبدو أن فيرث متأثر بآراء العرب الذين ينظرون إلى هذه العناصر كما لو كانت أشياء ثانوية من الناحية الصوتية والكتابية معا.