للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدقائق قواعد الاختيار في العربية لاستطعنا إخراج لغة هؤلاء الطلاب "وغيرهم" من دائرة القبول.

ولعل هذا الموقف كان واحدا من الأسباب التي دعت المختصين من رجال المجامع اللغوية ونحوها إلى النظر في بعض ما جد من استعمالات ورآه جمع منهم مخالفا لأصول العربية، وحاولوا إخضاعه لما سموه أحيانا "بالتصحيح" أو التفصيح أو التأويل والتقدير. وربما قبلوه أو أمثلة منه دون الالتجاء إلى هذه الطرق، على أساس من شيوعه وكثرة تداوله بصورة تجعل رفضه تعنتا وتعسفا، وبخاصة إذا كان مفيدا في مواقعه ولم يجدوا له بديلا أو مخرجا.

وهذه أمثلة مما حاولوا معالجته في هذا الباب، وجلها أو كلها تدور في نطاق الكلمات أو الصيغ المفردة، إذ قلما تناولوا التراكيب وخواصها الجديدة بالدراسة.

١- رأوا الفعل "استهدف" "على وزان استفعل" متعديا في قولهم "استهدف المصلحة العامة"، فرأوا تخريجه على أن السين والتاء فيه "للجعل أو الاتخاذ"، وأجازوه في الاستعمال العام.

٢- رأوا "التقييم، وقيم" مستعملين في معنى بين القيمة وحددها، وكان حقهما بالواو لا بالياء، فأجازوهما لشيوعهما وللتفرقة بينهما وبين تقويم وقوم "في معنى التعديل. وجاءت إجازتهم هذه استنادا إلى ورود نحو "عيد" الناس إذا شهدوا العيد، ولم يقولوا فيه "عود" بالواو تحاشيا عن توهم أنها من العادة".

٣- رأوا "التبرير وبرر" مستعملين في معنى جعله مقبولا مستساغا فأجازوهما لشيوعهما استنادا إلى قرار عام أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة في قياسية تضعيف للتكثير والمبالغة. "وأصل الفعل بر، في مثل بر حجه = قبل".

<<  <   >  >>