للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قواعد الاختيار في الفصحى، أو لورودها على وجه يبدو مقبولا وإن لم ترد في القديم نصوص تؤيده. والحق أن ظاهرة الاختيار "الجديدة" في عربية المثقفين اليوم تحتاج إلى دراسة مستقلة، تنبني على الملاحظة الشاملة والإحصاء الدقيق، حتى يمكن إبداء الرأي فيها بصورة علمية واضحة.

ولقد اكتفينا في مناقشتنا هذه بإيراد نماذج قليلة، تأكدنا من وجه الخطأ فيها، وصرفنا النظر عن كل ما يحتمل الخلاف في التقدير أو يثير الجدل بلا طائل. ولقد تبين لنا أن الخطأ في الاختيار قد يكون في اختيار الكلمة أو اختيار الصيغة. والأول لا يؤثر في قواعد الربط والتعليق في التركيب بقدر ما يؤثر في المعنى العام للجملة، ولكنه يؤدي في جميع الحالات إلى ظهور أنماط من التراكيب غير المألوفة في القديم. أما الثاني "وهو الخطأ في اختيار الصيغة" فمعظمه يؤثر في نظام الجملة من موقعية وما يتبعها من ربط وتعليق، وبعضه ينحصر في الصيغة المفردة لورودها على وجه مخالف لقواعد الصياغة الصرفية.

الخطأ في اختيار الكلمات:

كثيرا ما تقع الكلمة في موقع لا يناسبها في التركيب بسبب من معناها المعجمي كما في نحو:

لا أفهم طالما أنت موجود

وصوابه " ... مادمت موجودا" لأن "طالما" بمعنى "طال" ومثالها صحيح: طالما نصحتك.

خرجوا سويا

وصوابه "خرجوا معا"، "سوى" في اللغة معناه الكمال. يقال "هو سوى الخلقة".

لا يجب أن تفعل كذا ...

<<  <   >  >>