الحروف الموضوعة لذلك، أو تريد في فعلين أن تجعل أحدهما شرطا في الآخر، فتجيء بهما بعد الحرف الموضوع لهذا المعنى، أو بعد اسم من الأسماء التي ضمنت معنى ذلك الحرف. وعلى هذا القياس"١.
والموقعية في عربية اليوم متأثرة إلى حد واضح بالأساليب الأجنبية حتى ليستطيع الواحد منا أن يرد الجملة أو العبارة أو الفقرة كلها من حيث ترتيب الكلم فيها إلى أصل أجنبي. ولا يعني هذا بحال أن كل ما جاء على هذا النمط من الأساليب خطأ جملة وتفصيلا. فبعض هذه الأساليب لا يوجد في العربية من القواعد ما يعارضه أو يمنعه صراحة، وبعضها مستحدث ويمكن قبوله على وجه من الوجوه. ولكن هناك في الجانب الآخر تراكيب جاوزت حدود الصواب في العربية لأنها صيغت صياغة أجنبية بعيدة عن روح العربية وما قرر لها من قواعد، كما في نحو:
أنا كمصري ...
المصوغ على وفاق التركيب الإنجليزي.
وصوابه: أنا -مصريا- أو بوصفي مصريا ...
ومنه كذلك: كلما ذاكرت كلما فهمت
بتكرير الرابطة "كلما". وقد جاءت الجملة على غرار التركيب الإنجليزي.
والملاحظ على كل حال أن لغة الطلاب "وغيرهم" قد اتخذت اتجاهات معينة تقرب أن تكون السمة العامة في كلامهم من حيث الموقعية. من هذه الاتجاهات حالات مقبولة، ورد مثلها في العربية، وإن لم تكوّن على وفق المشهور أو الأكثر شيوعا فيها. من هذه الحالات:
١ عبد القاهرة الجرجاني في دلائل الإعجاز ص٣٦ مطبعة الفتوح ١٣٣١هـ.