المثقفون جميعا من طلاب وغيرهم" من استخدام أدوات الاستفهام في مواقع غير معهودة في القديم، كما في قولهم مثلا:
المتهربون من الضرائب، كيف نتعقبهم؟
الامتحان الفصلي، متى يكون؟
والمعروف أن هذه الأدوات لها الصدارة في الفصحى، ومن ثم إذا وقع أحدها مبتدأ أو خبرا وجب تقديمه. وقد وهم بعض الدارسين المحدثين فظنوا أن الأداة الاستفهامية في هذين المثالين قد فقدت خاصتها، حيث لم تتصدر التركيب الذي وقعت فيه. والحق أن الأداة هنا ما زالت في صدر الكلام، أي الجملة التي وقعت بها الجملة الثانية في التركيبين السابقين. فكأن التركيب مكون من جملتين، جاءت الثانية منهما مصدرة بأداة الاستفهام جذبا للانتباه. ودليل ما نقول وجود سكتة خفيفة بين الجانبين عند النطق الصحيح للتركيب كله. وقد أشرنا إلى ذلك بوضع فاصلة في المثالين.
أما أنماط الخطأ في الموقعية فهي متعددة، ويمكن أن نجمل أهمها فيما يلي:
١- تأخير ما حقه التقديم:
ونعني بذلك في غير حالات الاستفهام السابقة، ويظهر هذا بكثرة عند استخدام الرابطة "بينما"، إذ يقولون: دخلت عليه بينما كان يذاكر وقد نصوا على أن "بينما وبينا" لها صدارة الكلام.