للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤثر كثير من اللغويين أن يعتبروا الـ Langue والـ Parole من وسائل وصف اللغة لا مضمونين كلاهما مستقل عن أخيه.

٤- يفرق دي سوسير بين ما يسميه "القيمة اللغوية" للكلمة وبين ما يسميه "المقصود" من الكلمة. ويكفي لدراسة القيمة اللغوية في رأيه أن ندرس عنصرين هما "الفكرة" -التي تدعو "صورة سمعية" أو "أصواتا" معينة- "والصورة السمعية" التي تدعو "الفكرة".

وإن معنى كلمة من الكلمات عند دي سوسير هو ارتباط متبادل أو "علاقة متبادلة" بين الكلمة، أو "الاسم" وهي "الصورة السمعية" وبين الفكرة.

إن الكلمة "علامة لغوية" ونحن عندما نفرق تفريقا أساسيا بين فكرتين فنحن نستعمل لذلك، "علامتين لغويتين" مختلفتين، فالتفكير، دون كلمات "عائم" ويرى دي سوسير أن "العلامة اللغوية" لا تخلق وحدة بين اسم ومسمى، ولكن بين فكرة وصورة سمعية١. و"المقصود"٢ يقابل "الرمز"٣ أو العلامة"، والعلامة من ناحية أخرى تقابل سائر العلامات الموجودة في اللغة موضوع الدرس، وقيمة كل رمز أو علامة تتوقف على وجود سائر الرموز. وضرب دي سوسير لذلك مثلا بقطعة من ذات الخمسة فرنكات: هذه القطعة يتأتى استبدالها بكمية معينة من شيء كالخبز مثلا، ونستطيع كذلك أن نقارنها بقيمة مماثلة من نفس نظام العملة، كقطعة ذات فرانك واحد مثلا، أو قطعة من عملة أخرى كالدولار.

٥- ومما تجدر الإشارة إليه أن "دي سوسير" صاحب فكرة تمييز "الدراسة الوصفية" للغة من "الدراسة التاريخية" بها "وقد عرفنا بهاتين الدراستين


١ انظر التفصيلات في كتاب دي سوسير:
Cours pp. ٩٨ pp. ١٥٥-١٦٩.
وانظر تعريف الدكتور تمام حسان برأي دي سوسير هذا في "مناهج اللغة" ص٢٤٣-٢٤٦.
٢ Signifie.
٣ Singigiant.

<<  <   >  >>