للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ص٢٤١-٢٤٥" وقد طبق هذا التمييز عند نظره في المعنى، فحرص على وجوب التفريق بين دراسة المعنى دراسة "وصفية" "ثابتة" أي في مرحلة معينة، أو "حالة" معينة تجرد من تاريخ لغة من اللغات وتدرس بغض النظر عما قبلها وعما بعدها من "مراحل" أو "حالات" وبين دراسة المعنى دراسة "تطورية".

٢- المدرسة السلوكية ١ الأمريكية؛ بلومفيلد:

١- إن النظر في اللغة وفي دراستها على أسس من "المذهب السلوكي"٢ في علم النفس ظهر وازدهر في الولايات الأمريكية بوجه خاص. وخير ممثل لهذا الاتجاه في الدراسات اللغوية هو بلومفيلد.

تأثر بلومفيلد، وأكثر من تبعه من اللغويين في اتجاهه السلوكي، بسلوكية ألبرت بول فايس كما عرضها في كتابه "الأساس النظري للسلوك الإنساني"٣.

يرى السلوكيون٤ أن "السلوك الإنساني"٥ يوصف أكمل وصف وأدقه عن طريق اعتبار الظواهر الفسيولوجية وغيرها من الظواهر المادية التي تصحب سلوك الأفراد. ولا يتأتى عندهم دراسة "الظواهر الإنسانية"٦ دراسة علمية إلا بهذا الطريق. ولما كانت اللغة "ظاهرة إنسانية" فيصدق على دراستها ما يصدق على دراسة سائر "الظواهر الإنسانية".

ولذلك ينبغي عند السلوكيين شرح مصطلحات مثل "الإرادة" و"الشعور" و"الفكرة" و"الانفعال" إلخ، وترجمتها إلى لغة تتضمن حالة فسيولوجية أو "فيزيقية" أو كلتيهما. ولذلك نجد في دراسات بلومفيلد اللغوية مصطلحات مثل


١ Behaviouristic School.
٢ Behaviourism.
٣ Albert Puaul Weiss A Theoretical Basis of Human Behavioour.
ليس هذا الكتاب أحدث ما كتب عن "السلوكية" ولكنه الكتاب الذي بنى عليه بلومفيلد وأكثر من تبعه اتجاههم "السلوكي" في فهم اللغة، وطرق دراستها.
٤ Behaviourists.
٥ Human Behaviour.
٦ Human Phenomena.

<<  <   >  >>