ومن أمثلة هذه المفردات استعمال لفظ "الجامعة" في تونس بمعنى "الرابطة" أو "النقابة" العمالية. وقد روى لي نفر من طلبتي بكلية الآداب والتربية "بالجامعة" الليبية -وكنت منتدبا للتدريس بها- أنهم كانوا في مرة في رحلة "جامعية" إلى تونس وكانوا يركبون "حافلة" الجامعة" أي "أوتوبيس" الجامعة" وكان مكتوبا على الحافلة "الجامعة الليبية" فكان كثير ممن يستقبلهم من أهل تونس يظن أنهم "نقابة" من نقابات العمال الليبيين. ويستعمل التونسيون كذلك "الفلاحة" بمعنى "وزارة الزراعة". وهذه مفردات عراقية تستعمل في الفصحى بما لا نستعمله في مصر، ومنها ما لا نكاد نستعمله الآن. وقد جمعتها من مناقشاتي مع صديقي العراقيين الأستاذ الدكتور جميل سعيد، والدكتور يوسف عز الدين: "محاسب" في العراق عندما يقال "محاسب الكلية" هو نظير "معاون" الكلية في مصر، أما "معاون" الكلية في العراق فتعني مساعد عميد الكلية. "ملاحظ" تدل في العراق على رئيس الكتاب في أي موسسة حكومية. "الجابي" وجمعها "الجباة" تقابل في العراق "الكمساري" في مصر. "البرق" العراقية نقول عنها في مصر "التلغراف". "رزمة" يستعملها العراقيون بمعنى "طرد" يرسل بالبريد "وجمعها "رزم". ويقولون "دائرة" الرزم، فالدائرة عندهم تستعمل مقابلة لقسم من أقسام "مصلحة" حكومية وما أشبه. و"الصف" في العراق، كما هو الحال في سوريا، بمعنى السنة الدراسية، ولما قامت الوحدة بين مصر وسوريا بدئ في توحد الكثير من المفردات والمصطلحات، فأخذت كتب وزارة التربية والتعليم التي تطبع في القاهرة تقول: "تلاميذي الصف الخامس" وكانت قبلًا تقول: "تلاميذ السنة الخامسة". وإذ قيل: "معلم" في العراق أدرك السامع أن المقصود من يقوم بالتعليم في المدارس الابتدائية، أما إذا قيل: "مدرس" فهو يدرك أن المقصود مدرس بالمدرسة الثانوية. و"الماعون" في العراق، وجمعها "المواعين" بمعنى "الطبق". و"اللبن" تعني اللبن "تخثر"، أما اللبن المحلوب فهو "الحليب" ونحن في مصر ندل على "الحليب" بالحليب أو اللبن. "والاستعمال العراقي هو السائد في ليببا". ويستعملون "خائر" بمعنى "لبن زبادي" "والأكثر في الاستعمال الكتابي أن يدلوا عليه بـ"لبن" أما "خائر" فهي زيادة للتدقيق". و"العلبة" في العراق تطلق على الآنية الخشبية التي يخثر فيها اللبن، ولا تطلق على "علبة" من صفيح "كما نستعملها في مصر" وتطلق على علبة من الورق المقوي فيقال: "علبة" سجائر كما تقول في مصر. =