للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونسي هؤلاء أن معرفة هذه الأوجه الخلافية خطوة أولى في سبيل التعريف بها تيسيرا على أبناء العربية في مختلف أقطارها، وقد يؤدي هذا التعريف إلى التقريب أو التوحيد.

٣- ومن أخطر ما هو راسخ في أذهان الناشئة من دارسي اللغة عندنا، تصور "العامية" أو "العاميات" تصورا يكتنفه الخطأ أو يلابسه الوهم، فالعامية عندنا "منحطة" أو صورة فاسدة من الكلام العربي "الفصيح" "الصحيح". ولقد يشتد الوهم بجماعة منهم فيرى أنها لا تجري على "قواعد" أو أصول، ولا يسهل عليه أن يتصور أنها باعتبارها "لغة" كأية لغة يمكن الكشف عن قواعدها، ووصف حقائقها، وأن في حيز الإمكان أن تصبح لهجة من اللهجات "العامية" "لغة عامة مشتركة"، أو "لغة أدبية فصيحة" في يوم من الأيام. ومعنى هذا أن مفهوم العلاقة بين "اللغة" و"اللهجات". ومفهوم تطور اللغات لا يزالان غريبان على أذهان كثير من طلابنا.

٤- ومن الأوهام العظيمة المتمكنة في أنفس الغالبية من طلاب اللغة عندنا، عدم التفريق بين "النحو" وبين "اللغة" التي يدرسون نحوها، حتى إن معظمهم ليظن أن العربية الفصحى هي هذا النحو، أو أن العرب كانوا فصحاء لأنهم كانوا قادرين على أن يتكلموا هذا الكلام "المعرب" "الفصيح" و"الصحيح" دون دراسة للنحو!.


= أما كلمة "ثوب" "وجمعها "ثياب" فهي تدل في العراق على صنف من الثياب هو "القميص الإفرنجي". و"نداف" جمعها "ندافون" وتجمع في العامية العراقية على "نداديف" بمعنى "منجد" "الصانع الذي يضرب القطن ويصنع "المراتب" و"المخدات" ... إلخ".
ويدلون على "الجزار" في العراق بكلمة "قصاب" "والأكثر في مصر أن نستعمل اللفظ الأول، أما الثاني فقد يقتصر استعماله على الكتب المدرسية وما شابهها". و"العلوة" بمعنى سوق الخضراوات والفواكه. يقولون: امتلأت "علاوي المخضرات" ويقولون: "علاوي الحنطة والشعير"، أي محلات بيع الحنطة والشعير وخزنها.
ويقصدون بقولهم: "مخضر" "وجمعها "مخضرات" ما ندل عليه بقولنا: "خضار".
و"الرقي" في العراق هو ما نسميه في مصر "البطيخ" يقولون: اشتريت رقية أو ثلاث رقيات، أما البطيخ فيستعملونها لما نطلق عليه في مصر "الشمام".
ومن أمثلة التركيبات اللغوية الخاصة التي يستعملها في لغة الكتابة قطر عربي، ولا يستعملها آخر ما لاحظته في صيغة الدعوات إلى حضور الحفلات والاجتماعات في ليبيا. يقولون مثلا: "نتشرف بدعوتكم لحضور حفل الشاي الذي يقام على شرف الأستاذ ... عند الساعة ... ".
ونحن في مصر نكتب بدل "على شرف"، "تكريما" أو "احتفالا" ... إلخ بدل "عند الساعة ... ". وقد يكتبون أحيانا، "على الساعة ... " "في الساعة".

<<  <   >  >>