للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن بن علي بن عمر الفكون القسمطيني أحد أشياخ العبدري (١) صاحب الرحلة قصيدة مشهورة عند العلماء بالمغرب، وهي من درّ النظام، وحرّ الكلام، وقد ضمّنها ذكر البلاد التي رآها في ارتحاله من قسمطينة إلى مراكش، وأوّلها:

ألا قل للسّريّ ابن السّري ... أبي البدر الجواد الأريحيّ (٢) ومنها:

وكنت أظنّ أنّ الناس طرّاً ... سوى زيدٍ وعمروٍ غير شيّ

فلمّا جئت ميلة (٣) خير دار ... أمالتني بكلّ رشا أبيّ

وكم أورت ظباء بني ورارٍ ... أوار الشّوق بالريق الشّهيّ

وجئت بجايةً فجلت بدوراً ... يضيق بوصفها حرف الرويّ

وفي أرض الجزائر هام قلبي ... بمعسول المراشف كوثريّ

وفي مليانةٍ قد ذبت شوقاً ... بلين العطف والقلب القسيّ

وفي تنسٍ نسيت جميل صبري ... وهمت بكلّ ذي وجه وضيّ

وفي مازونةٍ ما زلت صبّاً ... بوسنان المحاجر لوذعيّ

وفي وهران قد أمسيت رهناً ... بظامي الخصر ذي ردفٍ رويّ

وأبدت لي تلمسانٌ بدوراً ... جلبن الشّوق للقلب الخليّ


(١) وهم المقري هنا إذ أن العبدري لما حل بمدينة قسنطينة سأل من لقيه (وهو الحسن بن بلقاسم ابن باديس) عن الأديب أبي علي حسن بن علي بن عمر القسنطيني المعروف بابن الفكون فذكر ابن بلقاسم أنه أدرك الفكون وهو طفل صغير ولكنه لا يحفظ عام ولادته أو وفاته. قال العبدري: ورمت أن أجد من يروي عنه قصيدته المشهورة في رحلته من قسنطينة إلى مراكش فلم أجده، فقيدتها هنالك غير مروية وكان القسنطيني كتب بها إلى أبي البدر ابن مردنيش (رحلة العبدري: ٣٠ وأثبت القصيدة هنالك ص ٣٠ - ٣١) وقد عارض العبدري هذه القصيدة بقصيدة أثبتها في آخر رحلته.
(٢) هو أبو البدر ابن مردنيش، كما في التعليق السابق.
(٣) في ق ودوزي: ببلة، والتصويب عن الرحلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>