للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن القول سيّء الفعل كالج ... زّار سمّى وأتبع القول ذبحا وحدّث رحمه الله تعالى بكتاب الشفاء عن أبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي عن القاضي عياض، ولما قدم مصر سمع منه الحافظان أبو محمد المنذري وأبو الحسين يحيى بن علي القرشي.

وتوفّي ابن جبير بالإسكندرية يوم الأربعاء السابع والعشرين من شعبان سنة ٦١٤، والدعاء عند قبره مستجاب، قاله ابن الرقيق رحمه الله تعالى وقال ابن الرقيق: في السنة بعدها.

وقال أبو الربيع ابن سالم: أنشدني أبو محمد عبد الله بن التميمي البجائي، ويعرف بابن الخطيب، لأبي الحسين ابن جبير، وقال: وهو ممّا كتب به إليّ من الديار المصرية في رحلته الأخيرة لما بلغه ولايتي قضاء سبتة، وكان أبو الحسين سكنها قبل ذلك، وتوفّيت هنالك زوجته بنت أبي جعفر الوقّشي (١) فدفنها بها:

بسبتة لي سكنٌ في الثّرى ... وخلٌّ كريمٌ إليها أتى

فلو أستطيع ركبت الهوا ... فزرت بها الحيّ والميّتا وأنشد ابن جبير رحمه الله تعالى لنفسه عند صدوره عن الرحلة الأولى إلى غرناطة، أو في طريقها، قوله (٢) :

لي نحو أرض المنى من شرق أندلس ... شوقٌ يؤلّف بين الماء والقبس إلى آخرها.


(١) هي عاتكة المدعوة بأم المجد ووالدها هو الوزير الحيب أحمد بن عبد الرحمن الوقشي، وكانت وفاتها يوم السبت لعشر خلون من شعبان سنة ٦٠١ بعد زمانة طاولتها مدة؛ وقد قام ابن جبير برحلته الثالثة بعد وفاتها، فوصل مكة سنة ٦٠٢ وجاور هنالك طويلاً.
(٢) قال هذه القصيدة لما قفل من رحلته الأولى ولاحت له وهو على ظهر البحر جبال دانية، انظر الذيل والتكملة: ٦٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>