للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزيرة وإلاّ فليست بجزيرة على الحقيقة لاتصال هذا القدر بالأرض الكبيرة، وعرض جزيرة الأندلس في موسطتها (١) عند طليطلة ستة عشر يوماً. واتفقوا على أن جزيرة الأندلس مثلثة الشكل، واختلفوا في الركن الذي في الشرق والجنوب في حيز أربونة، فممن قال إنّه في أربونة وإن هذه المدينة تقابلها مدينة برذيل (٢) التي في الركن الشرقي الشمالي أحمد بن محمدٍ الرازي وابن حيّان، وفي كلام غيرهما أنّه في جهة أربونة، وحقق الأمر الشريف، وهو أعرف تلك الجهة لتردده في الأسفار برّاً وبحراً إليها وتفرّغه لهذا الفن.

قال ابن سعيد: وسألت جماعةً من علماء هذا الشأن فأخبروني أن الصحيح ما ذهب إليه الشريف، وأن أربونة وبرشلونة (٣) غير داخلتين في أرض الأندلس، وأن الركن الموفي على بحر الزقاق بالمشرق بين برشلونة وطرّكونة في موضعٍ يعرف بوادي رنلقاطو (٤) ، وهنالك الحاجز الذي يفصل بن الأندلس (٥) والأرض الكبيرة ذات الألسن (٦) الكثيرة، وفي هذا المكان جبل البرت الفاصل في الحاجز المذكور وفيه الأبواب التي فتحها ملك اليونانيين بالحديد والنار والخل، ولم يكن للأندلس من الأرض الكبيرة قبل ذلك طريقٌ في البر. وذكر الشريف أن هذه الأبواب يقع في مقابلتها في بحر الزقاق البحر الذي بين جزيرتي ميورقة ومنورقة (٧) ، وقد أخبر بذلك جمهور المسافرين لتلك الناحية، ومسافة هذا


(١) ك: موسطها؛ ج: متوسطها.
(٢) برذيل: مدينة في بلاد جليقية وتقع على نهر جرونة، (الروض المعطار: ٤١) .
(٣) برشلونة (Barcelona) : مدينة بينها وبين طركونة خمسون ميلاً وهي إلى الشمال منها.
(٤) ق ط: زنقلطو، ك: زملقطو؛ ويرى محقق الجزء الأول من الطبعة الأوروبية أن الصواب ربلقاطو (Rubricatus) .
(٥) ج: أرض الأندلس.
(٦) ج: الأنساب.
(٧) ميورقة (Majorca) ومنورقة (وربما كتبت دون واو " منرقة ") (Minorca) أكبر جزيرتين في مجموعة جزائر البليار في البحر المتوسط، وكانتا في عصر ملوك الطوائف تحت حكم مجاهد العامري.

<<  <  ج: ص:  >  >>