للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبل الحاجز بين الركن الجنوبي والركن الشمالي أربعون ميلاً.

قال: وشمال الركن المذكور عند مدينة برذيل، وهي من مدن الإفرنجة مطلة على البحر المحيط في شماليّ الأندلس، قال: ويتقهقر البر بعد تميز هذا الركن إلى الشمال في بلاد الفرنجة، ولهم به جزائرٌ كثيرةٌ. وذكر أن (١) الركن الشمالي (٢) عند شنت ياقوه (٣) من ساحل الجلالقة في شمال الأندلس الغربي (٤) ، حيث تبتدئ جزيرةٌ برطانيةٌ الكبيرة فيتصوّر هنالك بحرٌ داخلٌ بين أرضين، من الناس من يجعله بحراً منفرداً خارجاً من البحر المحيط لطوله إلى الركن المتقدم الذكر عند مدينة برذيل.

وذكر الشريف أن عند شنت ياقوه (٥) في هذا الركن المذكور على جبلٍ بمجمع البحرين صنماً مطلاًّ مشبهاً بصنم قادس.

والركن الثالث بمقربةٍ من جبل الأغر (٦) حيث صنم قادس، والجبل المذكور يدخل من غربه مع جنوبه بحر الزقاق من البحر المحيط مارّاً مع ساحل الأندلس الجنوبي إلى جبل البرت المذكور، انتهى؛ والكلام في مثل هذا طويل الذيل.

قال الشيخ أحمد بن محمد بن موسى الرازي (٧) : بلد الأندلس هو آخر الإقليم الرابع إلى المغرب، وهو عند الحكماء بلدٌ كريم البقعة، طيب التربة، خصب


(١) ك: ودوكرا من.
(٢) ج: الباقي.
(٣) شنت ياقوه، ويقال فيها شنت ياقوت (Santiago de Compostela) في أقصى الشمال الغربي من شبه جزيرة ايبرية بمنطقة جليقية، وفيها كنيسة مقدسة يحجون إليها.
(٤) الغربي: زيادة من ق ط.
(٥) ق: بابت ياقوة؛ ج ط: بليانت يقوه (ياقوه) .
(٦) ق ك ط ج: الأغن؛ وهذا هو ما لا يزال يسمى " الطرف الأغر " (Trafalgar) ، وقد ذكره ابن حوقل باسم الجبل الأغر.
(٧) أحمد بن محمد بن موسى الرازي: من كبار المؤرخين والجغرافيين الأندلسيين في الفترة الأموية وهو جد عيسى الرازي الذي يعتمده ابن حيان في المقتبس؛ (انظر الجذوة: ٩٧ ومجلة المعهد: ٢٥٢ - ٢٥٥ من المجلد ٧ - ٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>