للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي عنه، انتهى.

ونحوه لابن الرقيق في كتابه " قطب السرور " وقال في آخر الحكاية: وأنا عندكم أموت من الجوع، ثم قال: وزرياب مولى المهدي، ووصل إلى بني أمية بالأندلس فعلت حاله، حتى كان كما قال علويه، انتهى.

ولما غنى زرياب بقوله (١) :

ولو لم يشقني الظاعنون لشاقني ... حمام تداعت في الديار وقوع

تداعين فاستبكين من كان ذا هوى ... نوائح ما تجري لهنّ دموع ذيلها عباس بن فرناس يمدح بعض الرؤساء بديهة فقال:

شددت بمحمودٍ يداً حين خانها ... زمانٌ لأسباب الرجاء قطوع

بنى لمساعي الجود والمجد قبلةً ... إليها جميع الأجودين ركوع وكان محمود جواداً، فقال له: يا أبا القاسم، أعز ما يحضرني من مالي القبة، يعني قبة قامت عليه بخمسمائة دينار، وهي لك بما فيها مع كسوتي هذه، ونكون في ضيافتك بقية يومنا، ودعا بكسوة فلبسها، ودفع إليه الكسوة.

٦٩ - ومن الوافدين من المشرق الأمير شعبان بن كوجبا (٢) ، من غز الموصل، وفد على أمير المؤمنين يعقوب المنصور ملك الموحدين، ورفع له أمداحاً جليلة، وقدمه على إمارة مدينة بسطة من الأندلس.

قال أبو عمران بن سعيد: أنشدني لنفسه:

يقولون إن العدل في الناس ظاهر ... ولم أر شيئاً منه سرّاً ولا جهرا


(١) الشعر لذي الرمة في ديوانه: ٣٥٢.
(٢) ق: كوحيا؛ وقد ذكر عبد الواحد المراكشي " شعبان الغزي " دون أن يذكر اسم أبيه في المعجب ٣٦٧، وقال إنه سأله أن يكتب من شعره فأبى، وكان ربما يدرت له الأبيات الجيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>