للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتاب الموصلي (١) وغيره في أخبار مصر، وكما بلغنا سائر تواليفهم في أنحاء العلوم، وقد بلغنا تأليف القاضي أبي العباس محمد بن عبدون القيرواني في الشروط (٢) واعتراضه على الشافعي رحمه الله تعالى، كذلك بلغنا رد القاضي أحمد بن طالب التميمي على أبي حنيفة (٣) وتشيعه على الشافعي، وكتب ابن عبدوس (٤) ومحمد ابن سحنون (٥) وغير ذلك من خوامل (٦) تآليفهم دون مشهورها.

وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله "، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم


(١) في م: الوصلي، ولعلها أن تقرأ " المصري " إذ لا أعلم - بعد البحث - أن موصليا ألف في تاريخ مصر وأخبارها؛ ومن الكتب التي يرجح أن ابن حزم عرفها في تاريخ مصر كتاب (أو كتب) أبي عمر الكندي صاحب تاريخ الولاة والقضاة، وتاريخ مصر لمحمد بن عبد الحكم (توفي ٢٦٨) .
(٢) أبو العباس محمد بن عبدون بن أبي ثور، كان قاضيا على القيروان نحو ثلاثين شهرا، وعزله عنها إبراهيم بن الأغلب؛ وكان حافظا لمذهب أبي حنيفة موثقا كاتبا للشروط والوثائق (علماء إفريقية: ٢٤١، ٣٠٧) .
(٣) صوابه: عبد الله بن أحمد بن طالب، قال فيه الخشني: وكان له نظر ومناظرة يرد فيها على الشافعي لا بأس بها (علماء إفريقية: ٢٥٧، ٢٩٧) .
(٤) هنالك اثنان هما محمد وإسحاق ابنا إبراهيم بن عبدوس والأول منهما كان حافظا لمذهب مالك، وله على مذهبه كتاب اسمه " المجموعة " (توفي سنة ٢٥٨) . انظر علماء إفريقية: ١٨٢.
(٥) انظر علماء إفريقية: ٢٥٦، ٢٩٦.
(٦) في الأصول: خواصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>