للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه بغداد حاضرة الدنيا ومعدن كل فضيلة، والمحلة التي سبق أهلها إلى حمل ألوية المعارف، والتدقيق في تصريف العلوم ورقة الأخلاق والنباهة والذكاء وحدة الأفكار ونفاد الخواطر، وهذه البصرة وهي عين المعمور في كل ما ذكرنا، وما أعلم في أخبار بغداد تأليفاً غير كتاب أحمد بن أبي طاهر (١) ، وأما سائر التواريخ التي ألفها أهلها فلم يخصوا بلدتهم بها دون سائر البلاد، ولا أعلم في أخبار البصرة غير كتاب عمر بن شبة (٢) ، وكتاب لرجل من ولد الربيع بن زياد المنسوب إلى أبي سفيان في خطط البصرة وقطائعها، وكتابين لرجلين من أهلها يسمى أحدهما عبد القاهر كريزي النسب [في] صفاتها (٣) وذكر أسواقها ومحالها وشوارعها، ولا أعلم في أخبار الكوفة غير كتاب عمر (٤) بن شبة، وأما الجبال وخراسان وطبرستان وجرجان وكرنان وسجستان والري (٥) والسند وأرمينية وأذربيجان وتلك الممالك الكثيرة الضخمة فلا أعلم في شيء منها تأليفاً قصد به أخبار ملوك تلك النواحي، وعلمائها وشعرائها وأطبائها (٦) ، ولقد تاقت النفوس إلى أ، يتصل بها تأليف في أخبار فقهاء بغداد، وما علمناه علم، على أنهم العلي الرؤساء، والأكابر العظماء، ولو كان في شيء من ذلك تأليف لكان الحكم في الأغلب أن يبلغنا كما بلغ سائر تآليفهم، وكما بلغنا كتاب حمزة بن الحسن الأصبهاني في أخبار أصبهان (٧) ،


(١) أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور (- ٢٨٠) وكتابه المشار إليه " بغداد " بقيت منه قطعة نشرها هنسي كلر بالزنكوغراف (١٩٠٨) وأعيد طبعها بمصر (١٣٦٨هـ) ؛ انظر ترجمته في معجم الأدباء ١: ١٥٢.
(٢) هو كتاب " أخبار أهل البصرة " ولمؤلفه ترجمة في معجم الأدباء ٦: ٤٨١ والتهذيب ٧: ٤٦٠ وبغية الوعاة: ٣٦١ ونور القبس: ٢٣١.
(٣) ب ق: وصفاتها.
(٤) عمر: سقطت من ق.
(٥) والري: زيادة من ق ب.
(٦) كثرت المؤلفات في البلدان بعد ابن حزم؛ انظر الإحاطة ١: ٩٠ والإعلان: ١٢١ - ١٣٥.
(٧) انظر ترجمة حمزة الأصبهاني في تاريخ أصبهان ١: ٣٠٠ وقد وصلنا من كتبه كتابه تواريخ سي ملوك الأرض والأنبياء، والدرة الفاخرة (مخطوط) وشرح ديوان أبي نؤاس، أما كتابه في تاريخ بلده فلم يصلنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>