للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غالب تمام بن غالب المعروف بابن التياني (١) في اللغة لم يؤلف مثله اختصاراً وإكثاراً وثقة نقل، وهو أظن (٢) في الحياة بعد. وههنا قصة لا ينبغي أن تخلو رسالتنا منها، وهي أن أبا الوليد عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بابن الفرضي، حدثني أن أبا الجيش مجاهداً صاحب الجزائر ودانية وجه إلى أبي غالب أيام غلبته على مرسية وأبو غالب ساكن بها ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة الكتاب المذكور " مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد " فرد الدنانير وأبى من ذلك، ولم يفتح في هذا باباً البتة، وقال: والله لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، لأني لم أجمعه له خاصة بل لكل طالب، فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.

ومنها كتاب أحمد بن أبان بن سيد (٣) في اللغة المعروف بكتاب " العالم " نحو مائة سفر على الأجناس في غاية الإيعاب، بدأ بالفلك وختم بالذرة، وكتاب " النوادر " (٤) لأبي علي إسماعيل بن القاسم، وهو مبارٍ لكتاب " الكامل " لأبي العباس المبرد، ولعمري لئن كان كتاب أبي العباس أكثر نحواً وخبراً فإن كتاب أبي علي أكثر لغة وشعراً، وكتاب " الفصوص " (٥) لصاعد بن الحسن الربعي، وهو جارٍ في مضمار الكتابين المذكورين.

ومن الأنحاء تفسير الجرفي (٦) لكتاب الكسائي، حسن في معناه، وكتاب


(١) ترجم له الحميدي مرتين: ١٧٢، ٣٨٠ وأورد في الأولى قصته مع أبي الجيش مجاهد بصدد كتابه في اللغة واسمه " تلقيح العين ".
(٢) م: أظنه.
(٣) ق: سعيد؛ م: سيدة؛ وترجمة ابن سيد في الجذوة: ١١٠ والصلة: ١٤ وكان صاحب الشرطة بقرطبة وتتلمذ للقالي، توفي سنة ٣٨٢، وترجم له الحميدي مرة أخرى تحت " ابن سيد " (ص: ٣٨١) .
(٤) هو المعروف بكتاب أمالي القالي.
(٥) من هذا الكتاب مخطوطة جيدة بخزانة القرويين بفاس.
(٦) في الأصول: الحوفي والتصويب عن الجذوة: ٣٨٤ إذ ضبطه بالجيم المضمومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>