للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الرازي أن القوط من ولد يأجوج بن يافث بن نوح، وقيل غير ذلك، انتهى.

[مناخها وخيراتها]

وقال (١) الرازي في موضعٍ آخر نحو ما تقدم وزيادة، ونصّه: أن الأندلس في آخر الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة (٢) التي هي ربع معمور الدنيا فهي موسطةٌ من البلدان، كريمة البقعة، بطبع الخلقة، طيبة التربة، مخصبة القاعة، منبجسة العيون الثّرار، منفجرة بالأنهار (٣) الغزار، قليلة الهوام ذوات السموم، معتدلة الهواء أكثر الأزمان لا يزيد قيظها زيادة منكرة تضر بالأبدان وكذا سائر فصولها في أعم سنيها تأتي على قدر من الاعتدال وتوسّط من الحال، وفواكهها تتصل طول الزمان فلا تكاد تعدم، لأن الساحل ونواحيه يبادر بباكوره، كما أن الثغر وجهاته والجبال التي يخصّها برد الهواء وكثافة الجوّ تستأخر بما فيها من ذلك، حتى يكاد طرفا فاكهتها يلتقيان، فمادة الخيرات فيها متصلةٌ كلّ أوانٍ. ومن بحرها بجهة الغرب يخرج العنبر الجيد المقدّم على أجناسه في الطيب والصبر على النار، وبها شجر المحلب المعدود في الأفاويه المقدم في أنواع الأشنان كثيرٌ واسعٌ، وقد زعموا أنّه لا يكون إلا بالهند وبها فقط، ولها خواصٌ نباتيةٌ يكثر تعدادها، انتهى.

وقد ذكر غيره تفصيل بعض ذلك فقال (٤) : يوجد في ناحية دلاية من إقليم


(١) ك: وذكر.
(٢) زاد بعد لفظة السبعة في ك: التي تقدم ذكرها.
(٣) ك: الأنهار.
(٤) ورد كثير من هذا النص في كتاب عنوانه " ذكر بلاد الأندلس " لمؤلف مجهول، وهو بالخزانة العامة بالرباط رقم (ج؟: ٨٥) وسنعارض به النص الذي جاء في النفح متخذين رمزه (مخطوط الرباط) والنص يشغل الصفحات ٧ - ١٠؛ وانظر أيضاً الإحاطة ١: ١٠٤ - ١٠٥ فهناك تشابه بين النصين.

<<  <  ج: ص:  >  >>