للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقلّ (١) ما لقط منه من شهر نحو ثمانين ربعاً، ومعدن الذهب بنهر لاردة يجمع منه كثير، ويجمع أيضاً في ساحل الأشبونة، ومعادن الفضة في الأندلس كثيرةٌ في كورة تدمير وجبال حمّة بجّانة (٢) ، وبإقليم كرتش من عمل قرطبة معدن فضة جليل، وبأكشونبة معدن القصدير لا نظير له يشبه الفضّة، وله معادن بناحية إفرنجة وليون، ومعدن الزئبق في جبل البرانس، ومن هنالك يتجهز به إلى الآفاق، ومعادن الكبريت الأحمر والأصفر بالأندلس كثيرةٌ، ومعدن التوتيا الطبية بساحل إلبيرة بقرية تسمى بطرنة (٣) ، وهي أزكى توتيا وأقواها في صبغ النحاس، وبجبال قرطبة توتيا، وليست كالبطرينة، ومعدن الكحل المشبه بالأصفهاني بناحية مدينة طرطوشة (٤) يحمل منها إلى جميع البلاد، ومعادن الشبوب والحديد والنحاس بالأندلس أكثر من أن تحصى، وما ذكرت هنا وإن تكرّر بعضه مع ما سبق أو يأتي فهو لجمع النظائر، وما لم نذكره أكثر، والله تعالى أعلم.

ومن خواص طليطلة: أن حنطتها لا تتغير ولا تتسوّس على طول السنين، يتورثها الخلف عن السلف، وزعفران طليطلة هو الذي يعم البلاد ويتجهز به الرفاق إلى الآفاق، وكذلك الصبغ السماوي، انتهى.

وقال المسعودي في " مروج الذهب " بعد كلامٍ ما نصّه: والعنبر كثيرٌ ببحر الأندلس، يجهز إلى مصر وغيرها، ويحمل إلى قرطبة من ساحلٍ لها يقال


(١) أقل: سقطت من ج ط ك.
(٢) جاء في الروض المعطار: وبشرقي بجانة على ثلاثة أميال جبال شامخ فيه معادن غريبة وفيه الحمة العجيبة الشأن ... الخ.
(٣) البيرة (Elvira) كورة نزلها جند دمشق، وكانت مدينة البيرة قريبة من غرناطة، بينهما ستة أميال؛ أما بطرنة فقد عدها ابن سعيد من قرى بلنسية (المغرب ٢: ٣٥٥) .
(٤) طرطوشة (Tortosa) من مدن الثغر الأعلى ينسب إليها أبو الوليد الطرطوشي نزيل الإسكندرية وصاحب " سراج الملوك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>