للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له شنترين (١) وشذونة، تبلغ الأوقية منه بالأندلس ثلاثة مثاقيلٍ ذهباً، والوقية بالبغدادي وتباع بمصر بعشرة دنانير (٢) ، وهو عنبرٌ جيّدٌ، ويمكن أن يكون هذا العنبر الواقع إلى بحر الروم ضربته الأمواج من بحر الأندلس إلى هذا البحر لاتصال الماء. وبالأندلس معدنٌ عظيمٌ للفضّة، ومعدنٌ للزئبق ليس بالجيّد يجهز إلى سائر بلاد (٣) الإسلام والكفر، وكذلك يحمل من بلاد الأندلس الزعفران وعروق الزنجبيل وأصول الطيب خمسة أصناف: المسك، والكافور، والعود، والعنبر، والزعفران، وكلها تحمل من أرض الهند وما اتصل بها إلاّ الزعفران والعنبر، انتهى، وهو وإن تكرّر مع ما ذكرته عن غيره فلا يخلو من فائدةٍ، والله تعالى أعلم.

وذكر البعض أن في بعض (٤) بلاد الأندلس جميع المعادن الكائنات عن النيرات السبعة وهي: الرصاص من زحل، والقصدير الأبيض من المشتري، والحديد من قسم المريخ، والذهب من قسم الشمس، والنحاس من الزهرة، والزئبق من عطارد، والفضة من القمر.

[الأندلسيون والأمم المجاورة]

وذكر الكاتب إبراهيم بن القاسم القروي المعروف بالرقيق (٥) بلد


(١) شنترين (Santarem) مدينة معدودة في كورة باجة من منطقة الغرب أي البرتغال وتبعد ٦٧ كيلومتراً عن الاشبونة شمالاً.
(٢) ك: بعشرين ديناراً.
(٣) بلاد: سقطت من ط ق.
(٤) بعض: سقطت من ك.
(٥) الرقيق، إبراهيم بن القاسم القروي: نسبة إلى القيروان؛ مؤرخ أديب تولى الكتابة في الدولة الصنهاجية، ثم رحل إلى مصر ٣٨٨ بهدية من زيري بن باديس إلى الحاكم، وقد أثنى عليه ابن خلدون في مقدمته بقوله: " مؤرخ أفريقية والدول التي كانت بالقيروان ولم يأت من بعده إلا مقلد " (انظر الأعلام للزركلي ١: ٥١ والمصادر في الحاشية) .

<<  <  ج: ص:  >  >>